من قصر الاتحادية في قلب القاهرة كان لقاؤنا مع الرئيس المصري عدلي منصور، حيث يدير الفترة الانتقالية في «أم الدنيا» وسط فريق معاون على كل المستويات السياسية والقانونية والإعلامية. القاضي ورئيس المحكمة الدستورية الهادئ، الدمث، صاحب الابتسامة الرزينة لم نجد كبير حرج في الدخول معه في التفاصيل مباشرة: الأوضاع في مصر بصورة عامة بعد ثورة 30 يونيو، ترشحه للرئاسة بعد الفترة الانتقالية، مشكلة سد النهضة، مسيرة خارطة الطريق، لجنة الخمسين والدستور الجديد، العلاقات مع الكويت ودول الخليج والدول الكبرى.
ولأنه قاض ورئيس للمحكمة الدستورية ورئيس جمهورية ايضا فقد كانت اجاباته عن أسئلتنا حاسمة قاطعة موجزة لا تقبل الشك ولا التأويل.
– لن أترشح للرئاسة وسأعود للقضاء لأن القانون والدستور هما اللذان فرضا عليّ أن أكون الرئيس المؤقت لمصر.
– نعم.. في المرحلة المقبلة سيكون منصب الرئيس وفريقه تحت ضغط كبير لإنهاء تداعيات ما بعد ثورة 25 يناير.
– خريطة الطريق ماضية في طريقها وستنجز تفاصيلها في مواعيدها المحددة، ولجنة الخمسين ستنتهي من عملها قريبا وسيتم الاستفتاء على الدستور.
– لمست في الكويت ودول الخليج التي زرتها حبا كبيرا لمصر وشعبها ولذلك حملت رسالة شكر من شعبي الى الدول التي وقفت بجانبنا.
الحوار مع الرئيس المصري تطرق لأكثر من محور، فإلى التفاصيل:
فخامة الرئيس: هل انت طامح الى الرئاسة مرة اخرى.. وهل سترشح نفسك للانتخابات المقبلة؟
٭ لا.. لا سأعود الى مقري وعملي في المحكمة الدستورية، فالقانون والدستور هما اللذان فرضا عليّ ان اكون الرئيس المؤقت لمصر، ونحن نحترم أحكام الدستور والقانون.
القمة وسد النهضة
يعقد مؤتمر القمة العربية – الأفريقية الثالث في الكويت، وانت من الرؤساء الذين يحضرون هذه القمة.. هل ستطرح قضية الخلاف مع إثيوبيا حول السد الاثيوبي أمام القمة؟
٭ من المفترض ان يكون هذا المؤتمر عن العلاقات الاقتصادية وتطرح فيه رؤى شفافة لمصالح كل الدول المشاركة فيه، وان تعالج القضايا بينها بأسلوب لا ضرر ولا ضرار، وخصوصا ما يتعلق بمياه النيل وحصص الدول المستفيدة من النهر.
ولا شك ان هناك حلولا يمكن ان تكون غير ضارة للدول المطلة على النيل، وكلفتها ايضا اقل بكثير من السد الجاري العمل على تنفيذه، والاستفادة ايضا تكون اكبر، سواء كان على مستوى الطاقة أو غير ذلك، وهي لن تضر احدا من الدول المطلة على النهر.
اثيوبيا تقول ان الغاية من السد الجاري تشييده حاليا هي انتاج الطاقة، وإنتاج الطاقة يمكن ان يكون بوسائل أخرى، وربما بسدود أخرى تكون هندستها مختلفة عن هندسة هذا السد والتي تضر بالدول المستفيدة من مياه النيل، واعتقد ان من المفيد وضع هذا الأمر محل بحث وفي متناول الإخوة في القمة، لعل النتائج تكون كما نأمل.
الجولة الخليجية
ما الأهداف التي رغبتم في تحقيقها من جولتكم على بعض دول الخليج العربي؟
٭ الغاية من الجولة كانت شكر هذه الدول على ما قدمته لمصر، وهي الرسالة التي حملتها من الشعب المصري إلى شعوب الدول التي زرتها، وقد سعدت كثيرا بالانطباعات التي عدت بها من الخليج.
لقاءاتي مع رؤساء وملوك وحكام دول «مجلس التعاون» التي زرتها كانت كلها اخوية وتعبر عن العلاقة الخاصة جدا بين شعوب هذه الدول وشعبنا، ولمست حقيقة الحب الكبير الذي تكنه تلك الشعوب للشعب المصري، لقد كنت في غاية الراحة لما تحقق من نتائج في تلك الجولة.
اما بالنسبة لكم في الكويت، حيث التقيت صاحب السمو الأمير في لقاء اخوي جاء تعبيرا عن عمق العلاقات بين بلدينا، فإنني اقول انكم شعب محظوظ بأميركم، بهذا الرجل الحكيم، لقد شعرت بحبه وتقديره لشعب مصر قدر حبه لشعبه ووطنه، لقد نقل اليّ سموه مشاعر الشعب الكويتي لبلادنا.
إن الشيخ صباح الأحمد قائد محب لشعبه ووطنه، وفقه الله وفقه الله.
الشعب الكويتي لن ينسى موقف مصر خلال فترة الغزو الصدّامي الغاشم؟
٭ هذا واجب كل مسلم تجاه أخيه المسلم وكما وقفنا مع الكويت فإن الكويت وقفت معنا خلال الأزمة المصرية.
خارطة الطريق
فخامة الرئيس الى اين وصلت خريطة الطريق؟ وهل ستنجز في موعدها؟
٭ نعم، نحن حاليا بانتظار ان تنجز لجنة الخمسين عملها، وان تنتهي من وضع مسودة الدستور، وان تعالج الخلافات في وجهات النظر، وهي اختلافات صحية في هذا المجال، وان تخلص الى دستور يعبر عن كل فئات الشعب وتوجهاتها وعن مؤسسات المجتمع المدني، وبعد ذلك نتفرغ للانتخابات الرئاسية والنيابية وغيرها من الإجراءات التي تتطلبها المرحلة، وفي كل هذا فإن رئاسة الجمهورية ستتحمل عبئا كبيرا للعمل على إزالة التداعيات التي ترتبت على المرحلة الماضية، وما حدث في مصر بعد 25 يناير.
ما إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل الدستور الجديد والبرلمان؟
٭ لا يمكن ذلك فالرئيس المنتخب سيقسم أمام من؟
أمامكم مثلما فعل الرئيس مرسي؟
٭ مرسي أقسم أمامي بسبب ظروف استثنائية لكن دستوريا يجب أن يقسم أمام البرلمان، ولهذا ستكون انتخابات الرئاسة بعد انجاز الدستور والانتخابات البرلمانية.
قم بكتابة اول تعليق