
لا ادري ما إذا كانت الكلمات التي يلقيها مندوب الكويت الدائم في الامم المتحدة تكتب هنا في داخل مكاتب وزارة الخارجية الكويتية.. ومن ثم ترسل بالحقيبة الدبلوماسية الى نيويورك حيث مقر الامم المتحدة ام ان السيد المندوب هو بنفسه يقوم بكتابة خطبه ام ان هناك كتاباً متواجدون في المندوبية الكويتية لتلك المهمة، وفي كل الاحوال ليس موضوعنا من يكتب او كيف تكتب خطب المندوب. بقدر ما يهمنا الموضوع الدائر في اروقة مجلس الامن حول رفض السعودية تسلم مقعدها كعضو غير دائم في مجلس الامن للسنتين القادمتين والبحث عن البديل المناسب.
فإلى الايام القليلة الماضية كانت الكويت هي المرشح البديل عن السعودية، فماذا حدث حتى تنقلب المواقف بين عشية وضحاها ويسحب المقعد من الكويت لتحتله الاردن. فيما الكويت لم تكن تقفز على الفرص ولكن هو حقها الطبيعي ان تكون ترتيبياً بديلاً حيث يأتي دورها بعد الشقيقة السعودية.
ذهاب المقعد الى الاردن هو انتهازية واختطاف للحق الكويتي.
لسنا هنا في مجال المفاضلة والمقارنة بين من هو الاجدر بالمقعد ولكن نحن امام قضية حق اختطفت من الكويت وهي الاجدر والاحق بالمقعد. وكنا نتمنى الا ترفض السعودية اخذ مكانها في مجلس الامن فوجودها في هذا المحفل الدولي المهم وفي ظل الظروف الاقليمية الراهنة كان افضل من ان تبقى خارجه. فوجودها قد يفضي الى خلق توازن.. وقد يفضي الى تغيير في الاداء وتفعيل الكثير من القرارات الصادرة عن مجلس الامن ولم تنفذ ولاسيما القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية خاصة ان السعودية تدخل لاول مرة مجلس الامن.
ان مهمة مجلس الامن هو تحقيق الامن والسلام وحل المنازعات وليس تمثيلا على اساس اللون او الدين وعليه فالكلمة التي القاها مندوب الكويت منصور العتيبي في الجمعية العامة ودعوته بتمثيل العرب والمسلمين بمعقد دائم في مجلس الامن كلمة تنم عن نفس عنصري وديني. وكان اجدر ان يستذكر دور مجلس الامن في تحرير بلاده من براثن الغزو العراقي الغاشم ناهيك عن القرارات الخاصة في شأن حماية الاستثمارات الكويتية في الخارج والنفط والحدود والتعويضات، ان الكويت تمتن كثيراً الى هذا المحفل الدولي والى اعضائه الدائمين، وغير الدائمين ماعدا اليمن وكوبا، في ذلك الوقت الذي وقفوا فيه مع الحق الكويتي وقوفاً يستحق منا جميعا الشكر والعرفان.
ان اصلاح المنظمة الدولية لا يعني ان توزع مقاعدها على اساس ديني او قاري او على اساس اللون واللغة.. وانما على اساس تحقيق الامن والسلام وفض المنازعات.
ان تضامن الكويت مع السعودية يكون مفهوماً لو ان السعودية قد خسرت المقعد الا انها رفضته لمبررات سياسية تعود اليها، وهي الاقدر على الدفاع عن سياساتها.
لقد تبوأت الكويت ما بين عامي (1977/75) عضوية مجلس الامن.. وكان لها في ذلك الوقت شرف تمثيل العرب خير تمثيل. واذا عادت فعودة جديرة بدولة عرفت بسياستها المسالمة وعلاقاتها المتوازية مع كافة البلدان ودفاعها غير العادي لاسيما عن القضايا العربية وعلى رأسها القضية المركزية فلسطين والسلم العالمي.
لقد كان جديراً بالكويت أن تتبوأ مكانها مجدداً في مجلس الامن بعد سنوات من الغياب. وكان جديراً بالعرب دعم الكويت لاخذ مكانها، فالكويت مثلما كانت ستبقى الصوت الاقدر للدفاع عن القضايا العربية والدولة الاجدر بشرف التمثيل.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق