لو أن ما قرأته كتب على يد شخص آخر.. لبلعتها أو على الأقل حاولت أبلعها بصعوبة، ولو أن ما قرأته كتب على يد شخص آخر نتوقع منه هذا، لبلعت وعلى مضض، أيضاً، ما كتبته.
الأستاذ والكاتب الرائع عبد اللطيف الدعيج خصنا، نحن نساء الكويت، بـ«دعوة» محلية بحتة فيها من الاستخفاف والتصغير بقصد أو بعكس ذلك.
وفق ما قرأته من أبو راكان أنه ولحرقته علينا نحن نساء الكويت اللاتي انتخبن مجالس منذ نحو خمسة مجالس سابقة لمجلس الأمة، ولم يضع النواب الذين انتخبناهم على سلم أولوياتهم موضوع حق المرأة الكويتية في تجنيس أبنائها، وفي طلب حق السكن. فنحن نستحق أن يقول لنا «سليمة تصكّم».
وتأتي «الدعوة» علينا من أبو راكان بعد أن فوجئ بخبر موافقة اللجنة التشريعية في مجلس الأمة على السماح للمواطنة الكويتية التقدم بطلب إسكان لإيواء عائلتها، «هذا يأتي وأنا متأكدة» من حرص بو راكان على أن تتعادل المرأة الكويتية في حقوقها مع الرجل من باب الإنصاف لها، وهو – أي بو راكان – المناصر الأول لها في كل حقوقها كما نعرف كلنا.
ولكنني أعتقد بأن صدمة هذه الحقيقة على بو راكان، لا تعطيه الحق في أن يصبّح علينا نحن نساء الكويت بمقال عنوانه «حريم الكويت.. مالت عليكم»… ويختتمه بـ«حريم الكويت يستحقّنَّ بجدارة.. مالت عليكم.. وسليمة تصكّم» على انتخابهن لهكذا أعضاء.
وليسمح لي أبو راكان، وهو عميد صفحة الرأي، إذا إحنا نساء الكويت مالت علينا لأننا انتخبنا من لم يهتم بأمرنا منذ سبع سنوات، ماذا يمكن أن تقول للرجل الكويتي الذي ظل ينتخب منذ عشرات السنين من لم يهتم بأمر هذا البلد، ولا بمصالحه، فما زالت نسبة كبيرة من الناخبين الرجال يصرون على الانتخاب لدوافع طائفية وقبلية وعنصرية، ليؤكدوا لنا أن من يمثله.. لا يمثله كمواطن كويتي فقط بل ككويتي سني أو كويتي شيعي أو كويتي قبلي.. مما أضاع حقوق الكويتي ككويتي فقط، والنتيجة شنو؟ خراب البلد.
ماذا تقول لمن أصرّ ويصرّ على انتخاب من يغض النظر ويبلع لسانه عن الفساد اللي ما تشيله البعارين.. على من يبحلق في خطأ بحجم رأس الدبوس، وينعمي تماماً عن خطأ حجمه أكبر من رأسه.. على من يتربص للمرأة ليتشفى من أي زلة لها.. ويطمر كل إنجاز لها لمجرد أنها بنظره عورة لا أكثر ولا أقل.. على من يقول ويقول وينسى ما يقول لأن ما قاله إعلام بإعلام بإعلام لا أكثر ولا أقل.. وعلى من يصدق هذا النوع من البشر وينتخبه ثانية وثالثة ورابعة، على من يدخل مجلس الأمة فقيراً ويغادره مليونيراً.. على من ومن ومن.
أنا لست في مكان لأضع الرجل الكويتي في تهم متعددة تبرر للسيد الدعيج أو غيره أن يصبّحوه بعبارات مثل «مالت عليكم وسليمة تصكم»، ولكني أريد فقط أن أوضح أن المرأة عندنا حتى وإن غضب عليها مؤيدها ونصيرها، ينالها من التوبيخ والاستخفاف، وكأنها لا يكفيها ما يطولها من المعارضين لها كامرأة جنساً أو حقوقاً.
سليمة تصكنا.. ومالت علينا نحن نساء الكويت.. وبغض النظر عن تفسيراتها اللغوية كما ورد في مقالك.. كلمات قاسية وليست في مكانها بو راكان.. ولولا أني وكثيرات من نساء الكويت يعرفن ماذا تمثل المرأة عند عبد اللطيف الدعيج، وما هي مكانتها.. وأنه النصير الاول للمرأة أينما كانت، وليس في الكويت فقط.. لاعتبرنا الموضوع أكثر من خيانة تعبير.. ولكن يظل لأبو راكان مكانة خاصة عندنا نحن نساء الكويتيات اللاتي يعرفنه جيداً.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
iqbalalahmedo@gmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق