برنامج إيران النووي من “الذرة من اجل السلام” .. لـ “امتلاك “تخصيب اليورانيوم”

يعود برنامج إيران النووي الى خمسينات القرن العشرين في إطار برنامج امريكي اوروبي بعنوان (الذرة من أجل السلام) ثم وقعت ايران عام 1968 اتفاقية عدم نشر اسلحة نووية التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1970.

الا ان البرنامج النووي الايراني توقف عقب ثورة 1979 ثم أعيد مجددا بالامكانيات التي كانت متاحة آنذاك مع الاستفادة من انتاج منجمين لليورانيوم وبعض المحطات محدودة الامكانيات الى ان تطور هذا البرنامج بمساعدات روسية في تسعينات القرن الماضي واثر انهيار الاتحاد السوفياتي.

وقالت ايران حينها انها تطور تقنياتها النووية للتطبيقات السلمية بما في ذلك انتاج الطاقة الا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي عام 2002 قالت ان ايران اخفت عنها مواقع بها مفاعلات ذرية وذلك في انتهاك للاتفاقية التي تحظر تلك الانشطة.

لكن الجهود الدبلوماسية الاوروبية متمثلة في بريطانيا والمانيا وفرنسا تمكنت حين ذاك ومع نهاية عام 2003 من التوصل الى صيغة اتفاق اضافي الى المعاهدة يلزم ايران بالامتثال الى تفتيش مفاجئ من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعلى الرغم من امتثال ايران لهذا الاتفاق فان الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالبت ايران في مارس 2004 بضرورة تسليمها كل الخرائط التي توضح مواقع برنامجها النووي وهو ما لم تستجب له ايران وفق وثائق الوكالة.

وفي عام 2005 اوقفت بريطانيا وفرنسا والمانيا مفاوضاتهما مع ايران حول ملفها النووي بسبب ما وصف حينها بتمسك الرئيس السابق محمد احمدي نجاد بتخصيب اليورانيوم سرا وهو ما اعلنته طهران فيما بعد في العام نفسه.

وبعد توقف المفاوضات بعام دخل مجلس الامن الدولي على خط المفاوضات مع ايران لمطالبتها بوقف تخصيب اليورانيوم في مقابل الحصول على تسهيلات اقتصادية والمساعدة في بناء مفاعل يعمل بما يوصف بالماء الخفيف وهو العرض الذي رفضته ايران.

ثم بدأت ايران تواجه مجموعة من العقوبات الصادرة من مجلس الأمن في اعوام 2006 و 2007 و 2008 و2010 وكانت قاسية على الاقتصاد الايراني لاسيما في قطاعات المصارف وتعاملات المؤسسات المالية وتجارة النفط والصناعات الثقيلة.

وفي غضون ذلك اكتشفت كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية عام 2009 وجود مفاعل لتخصيب اليورانيوم في (فوردو) لم تفلح المفاوضات المباشرة وغير المباشرة عبر وسطاء سويسريين في وقف العمل فيه مقابل تخصيب اليورانيوم خارج الاراضي الايرانية.

وفي العام ذاته اعلنت ايران امكانية تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20 في المئة ثم اعلنت بعد عامين في عام 2011 تشغيل اول محطة نووية متكاملة في بوشهر لتعلن على اثر ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن احتمال وجود برنامج نووي عسكري ايراني.

وخلال تلك الفترة بدأت وحتى مطلع عام 2013 جولات من المفاوضات بين مجموعة (5+1) وايران في كل من اسطنبول وبغداد وموسكو وجنيف من دون ان تحقق نجاحا يذكر حتى اعلنت الوكالة ان ايران قامت ببناء مفاعل في (فوردو) له قدرات كبيرة على تخصيب اليورانيوم.

وفي مارس من العام ذاته حذرت الولايات المتحدة الامريكية من احتمال اقتراب ايران من امتلاك قنبلة نووية في غضون عام واحد وفي اثناء ذلك اعرب آية الله علي خامنئي عن امكانية اجراء حوار مع الولايات المتحدة الامريكية.

وفي يونيو من العام نفسه تم انتخاب حسن روحاني رئيسا لايران وظهرت بوادر ايجابية من كلا الجانبين الايراني والامريكي على الرغبة في الحوار وفتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما عكسها التجاوب بين رئيسي البلدين وزيري خارجيتهما على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.

ومثل تصافح الرئيسين الامريكي والايراني ومحادثتهما الهاتفية بداية جديدة لامكانية بدء حوار على اسس جديدة فبدأت حوارات جنيف في 15 اكتوبر الماضي بجولة وصفت بالمعقدة والبناءة ثم اعقبتها جولة ثانية في السابع والثامن الجاري وصفت بالتفصيلية الحساسة وصولا الى الجولة الثالثة من يوم 20 الى ال24 من الشهر الجاري وما تم التوصل اليه من وضع مجموعة مبادئ تدشن عهدا جديدا بين ايران والكتلة الغربية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.