أكد الممثل الخاص للأمم المتحدة إلى العراق ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” نيكولاي ملادينوف اليوم ان التعاون الموسع الذي تحقق بين العراق والكويت في الآونة الأخيرة يبشر بالمزيد من التقدم في الملفات العالقة كما سهل وظيفته.
وقال ملادينوف أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي للنظر في التقرير الدوري الأخير للسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن أنشطة بعثة (يونامي) ان العراق والكويت “يستكشفان التعاون في مجالات الثقافة والشباب والتجارة والنقل والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك” لافتا الى “ان تمتين العلاقات يبشر بالخير نحو تعزيز التقدم في القضايا التي لاتزال عالقة منذ 22 سنة وتحتاج الى الانتهاء منها”.
وأضاف أيضا ان عمل البعثة بات أسهل بعد “تعميق وتوسيع طبيعة التعاون بين العراق والكويت”.
وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها ملادينوف الى مجلس الأمن منذ تعيينه في سبتمبر الماضي رئيسا جديدا للبعثة خلفا لمارتن كوبلر ومنذ ان قرر المجلس في يونيو الماضي ان تتولى البعثة المسؤولية عن قضية الرعايا الكويتيين المفقودين والممتلكات والملفات المفقودة.
ورأى ملادينوف ان العراق نفسه “ليس غريبا عن الحزن على المفقودين وان وزارة حقوق الإنسان العراقية أظهرت التزاما في هذا البحث الإنساني لكن من المؤسف ان هذه الجهود المضنية قد فشلت في تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن” متوجها الى الأسر الكويتية ومؤكدا لها ان (يونامي) “ستلعب الدور المنوط بها آخذة هذا الأمر في الاعتبار”.
ورحب ملادينوف كذلك “بنية الكويت تعيين مسؤول مختص بهذا الملف يكون مقره في بغداد وستتطلع (يونامي) للعمل معه عن كثب” مشددا على ان قضية المفقودين “لا تزال تشكل أولوية مهمة بالنسبة للبعثة”.
وحول الممتلكات المفقودة اعتبر ملادينوف ان المحفوظات الوطنية تمثل تاريخ اي بلد وان الكويت محقة في اعتبار محفوظاتها الوطنية الأصلية جزءا من هويتها وكنزها وتاريخها” مشيرا إلى أن جهود العراق لمعالجة مسألة فقدان الممتلكات الكويتية قد أسفرت عن نتائج على مر السنين “لكن مع ذلك فإنه من المخيب للآمال أن نلاحظ بأن عددا قليلا فقط قد ظهر حتى الآن بما من شأنه أن يعطي أصحاب المصلحة الأمل بتحديد مكان وجود هذه المحفوظات الوطنية”.
من جهته أبلغ السفير العراقي محمد الحكيم المجلس بأن حكومته “لاتزال ملتزمة بالوفاء بقرارات المجلس المتصلة بالممتلكات الكويتية الوطنية وبالمفقودين” مسلطا الضوء على العلاقات الممتازة والمتطورة بين العراق والكويت والتعاون القائم في هذا المجال.
وحول الوضع في العراق قال ملادينوف ان الشعب العراقي لايزال يواجه تحديات خطيرة وخاصة في المجال الأمني بسبب الإرهابيين الذين يحرضون على الكراهية الطائفية مؤكدا انه ما لم يتم حل النزاع في سوريا فإن الوضع في العراق سيبقى غارقا في الفوضى.
واوضح انه “اليوم وأكثر من أي وقت مضى لا يمكن النظر للتحديات في العراق بمعزل عن المخاطر الأوسع نطاقا التي تواجه المنطقة” معتبرا ان “حل الأزمة السورية من خلال مشروع وطني شامل واعتماد استراتيجية إقليمية ضد كافة أشكال التطرف الديني أو الطائفي أمر حيوي لتحقيق الاستقرار في العراق”.
ونقل ملادينوف الى المجلس رسالة من محاوريه العراقيين مفادها بأنهم “جميعا يشتركون في القلق المتزايد من أن التأثيرات الخارجية بما في ذلك الوضع في سوريا والتوترات الإقليمية ككل تغذي التهديد الإرهابي للعراق”.
وأشار أيضا إلى دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لاستضافة مؤتمر دولي يهدف إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب ودرء التطرف.
واتفق الحكيم مع ملادينوف حول ان استمرار الصراع في سوريا ووجود ما يقارب 35 ألف مسلح أجنبي يقاتلون الى جانب كل الأطراف وتحويل الصراع إلى طائفي “ينتشر يوما بعد يوم في المنطقة وهو ما كان له تأثير كبير على زيادة وتيرة الأعمال الإرهابية في العراق”.
واضاف “اننا ندعو مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات المناسبة والنظر في هذه الأعمال الإرهابية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وتقديم الجناة وأولئك الذين يدعمونهم إلى العدالة دون الإفلات من العقاب حيث أدت هذه الهجمات الإرهابية إلى مقتل الآلاف من المواطنين العراقيين الأبرياء”.
وكان بان كي مون قد أشار في تقريره الذي قدمه الى المجلس يوم 19 نوفمبر الجاري إلى ان الأعمال الإرهابية في العراق ارتفعت لمستويات لم تشهدها منذ عام 2008 ما دفع بنحو خمسة آلاف عراقي هذا العام للانضمام الى 13ر1 مليون مشرد داخلي فروا من منازلهم في ظل العنف الطائفي.
قم بكتابة اول تعليق