التعليم والتدريب عن بعد قفزة نوعية في عالم المعرفة

في ضوء التطورات المتسارعة في العديد من مجالات المعرفة وطرق التواصل ظهرت مفاهيم جديدة للتعليم تعتمد على المتعلم نفسه تساعده على التدريب المستمر والبحث عن المعرفة من خلال وسائل تعليمية جديدة ومبتكرة.

ولعل الزمن الحاضر ساعد المعلمين والمدربين على تدريب اكبر عدد ممكن من الافراد وتلبية حاجاتهم التدريبية والمهنية دون التقيد بمكان او زمان معينين ومن هذه المفاهيم الجديدة مصطلح (التعليم عن بعد) الذي شهد انتشارا كبيرا في الدول العربية بعد تطبيقه في الدول المتقدمة.

وتتلخص فكرة (التعليم عن بعد) بمساعدة المتعلم على التعلم والتدرب بسرعته الذاتية ووفق قدراته وامكاناته مع عدم التقيد بفئة معينة من الافراد او بأعمار معينة او تخصصات محددة اضافة الى انه لايلزم الفرد بمكان او وقت محدد لإتمام عملية التعلم والتدريب والاعتماد على الوسائط التكنولوجية في نقل المحتوى العلمي واكتساب المهارات.

وقال الخبير والمدرب المعتمد في التدريب عن بعد الدكتور صالح السعيد لـ”كونا” ان للتعليم عن بعد نماذج عديدة يتم من خلالها التدريب فمنها ما يعرف ب “الفصول الافتراضية” التي تتمثل في مجموعة من الادوات التي تشتمل بث الفيديو والتفاعل الصوتي والمحادثات النصية واللوح الالكتروني والادارة التعليمية وتسهم في تقديم تفاعلي بأساليب مشابهة تماما للتعليم التقليدي.

وذكر السعيد الذي يشغل وظيفة موجه في وزارة التربية بالكويت ان الفصول الافتراضية تتسم بأنها سهلة الاستخدام حيث يمكن عملها باستخدام الانترنت وتكون قليلة التكاليف مقارنة بالبرامج التدريبية الاعتيادية كما انها تدعم اللغة العربية ويكون التدريب خلالها تفاعليا.

واضاف ان بإمكان المدرب تسجيل الدروس لإعادة مشاهدتها اضافة الى التحكم بالمشاركات الصفية كطلب الاذن بالتحدث وايقاف المتحدث وتقسيم المتدربين الى مجموعات عمل.

وعن انواع التعليم والتدريب عن بعد قال الدكتور السعيد ان التدريب ينقسم الى قسمين رئيسيين القسم الاول يسمى بالتدريب عن بعد المتزامن ويقصد به التقاء المدرب والمتدرب في فصل افتراضي في نفس الوقت على شبكة الانترنت.

واضاف ان القسم الثاني يسمى بالتدريب عن بعد غير المتزامن والذي لايعتمد على التقاء المدرب والمتدرب ولايحدث اجتماع فعلي على الانترنت في نفس الوقت وانما عن طريق ارسال المادة التدريبية واستقبال الاسئلة عبر البريد الالكتروني والمنتديات على سبيل المثال.

وعن الفصول الافتراصية قال ان من اهم مزاياها التعليم والتدريب في اي وقت والتعليم والتدريب الفردي او الجماعي اضافة الى امكانية التفاعل والمتابعة المستمرة بين المدرب والمتدربين.

واضاف انها تتسم بالبساطة في التعامل مع واجهة الفصل الافتراضي اذا انها لاتحتاج الى مهارات تقنية عالية كما انها منخفضة التكاليف وتساعد على تغطية عدد كبير من المتدربين في مناطق جغرافية مختلفة وتقدم خيارات عدة بالنسبة لتعدد مراكز المعلومات المسخرة للفصول الافتراضية من مكتبات وموسوعات ومراكز بحث على شبكة الانترنت.

وافاد بان بامكان الفصول الافتراضية بمزاياها وقدراتها المساهمة في خدمة المجتمع التربوي عامة ومجال تدريب المعلمين خاصة لا سيما في البرامج التي تتم اثناء الخدمة الى جانب تنمية المهارات التدريسية للمعلمين.

واضاف انه لما لهذه المهارات من اثر في شخصية المعلم و ادائه فانها من الركائز الاساسية التي يجب ان يلم بها المعلم داخل الفصل او خارجه مشيرا الى ان الالمام بها يؤمن التفاعل الصفي المطلوب داخل الصف كما يؤمن عرض المادة التعليمية بشكل متسلسل ومنطقي وبما يتناسب مع الخبرات الضرورية للتفاعل مع البيئة التعليمية بشكل أوسع.

وقال انه نظم العديد من الدورات للمعلمين والمهتمين حول المهارات الاساسية للمعلمين والتنمية المهنية وتنمية التفكير والقراءة السريعة.

واعرب عن امله بتوعية القائمين على اعداد البرامج التدريبية للمعلمين بأهمية وفاعلية التدريب عن بعد باستخدام الفصول الافتراضية مشيرا الى اهمية تدريب الموجهين والكوادر التدريبية على كيفية التدريب عن بعد واستخدام الفصول الافتراضية في عملية التدريب.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.