كيف لأعضاء اللجنة الصحية ان ينسجموا مع قرارها المتحيز للسيد وزير الصحة، وكيف لاعضاء مجلس الامة ان يتعايشوا مع الجريمة النكراء في منح الشيخ محمد العبدالله ثقة الامة! في السابق كانت خلافات النواب مع اعضاء الحكومة تنحصر في النظر الى قضايا ما يسمى بالمال العام، التي سئمنا كناخبين ومواطنين من الاكاذيب والاشاعات التي تختلقها وتروج لها. اليوم المسألة ليست دينارا او حتى مليارا، بل هي كرامة العاملين ومستقبل العمل.. بل معيشة ومصير المواطنين الكويتيين جميعا.
ادانة الدكتورة كفاية من قبل مجلس الامة ولجنته الصحية هي ادانة لكل مواطن شريف. وطعنة في الصميم لكل موظف يؤدي عمله وفقا لضميره وانسجاما مع ابسط قواعد العمل. هذا يعني ان باب الفساد سيشرع على مصراعيه. ومن كان مترددا، سواء من الاداريين المسؤولين او من العاملين، في الانحياز لقوى الفساد وارتكاب المآثم والجرائم الوظيفية سيجد في مجلس الامة ولجنته الصحية حصنا وملاذا يلتجئ اليه في حالة اصطياده، كوزير الصحة، في الجرم المشهود. جرم مشهود وواضح لان الدكتورة كفاية هي ارفع شخص في البلاد، طولها وعرضها، لادارة العناية المركزة في المستشفى الاميري، اكبر مستشفيات الكويت، نقلها الى المستشفى الصدري الذي بالكاد توجد فيه وحدة عناية مركزة، هو عقاب غير مبرر لها واهانة لتحصيلها العلمي واساءة للعمل الطبي والاستشفائي في الكويت.. وان لم يكن عملا عدائيا مستقصدا فهو في النهاية قرار احمق لم يراع احتياجات العمل او كفاءة الطبيبة المعنية. لكن اين لمن اعماهم الدينار ان يبصروا.. واين لمن اخذته الشيخة بالاثم ان يرى نور الحق؟.
خطورة الصمت او تمرير وتبرير هكذا سلوك، هي في تحول جميع العاملين في جهاز الدولة الى ادوات مسلوبة الارادة تنفذ ما يمليه او حتى ما يعتقدون انه يرضي الرؤساء. ان الوزير الذي يرتكب جريمة مثل التعدي على اختصاصات وكفاءة طبيبة قضت عمرها في التحصيل العلمي وخدمة البلد مؤهل في نظرنا لارتكاب ما هو اعظم واخطر. بل ربما يكون اداة خطرة «تشيخت» في زمن غاب فيه الرجال مع الاسف.
حكومتنا وكبار مسؤولينا يرددون بانهم يجتهدون لمحاربة الفساد، واستئصال الاخطاء.. يا معودين استريحوا ولا داعي لان تتعبوا انفسكم.. المسألة ابسط كثيرا من هذا.. فكونا من خرابكم.
الشيخ محمد بن راشد يتمنى ان يكون رقم واحد على العالم في كل شيء… وراك ضرب لايح يالحبيب واملك اصعب من امل ابليس بالجنة، لو تحط حمك وزورك، تواصل ايدك بريلك تبقى دولة الكويت العظمى على مستوى الدنيا كلها… هي «الاردأ» في كل شيء.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق