حذرت الأمم المتحدة في تقرير لها من أن الأزمة السورية تخلق جيلاً من الأطفال السوريين المدمرين، مؤكدةً أنه إذا لم يتحسن الوضع بصورة دراماتيكية، فإن سوريا مهددة بمواجهة جيل محروم من العلم والتعلم، وذلك بحسب ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن تقرير الأمم المتحدة سلط الضوء على معاناة أكثر من مليون طفل لاجئ في الدول المجاورة، حيث حرم الكثير منهم من التعليم وأي مظهر من مظاهر الحياة الأسرية أو الطفولية العادية.
ودعت وكالة الأمم المتحدة للاجئين العالم إلى التحرك لإنقاذ جيل من الأطفال المصدومين نفسياً والمعزولين الذين يعانون من الكارثة. وقالت : “إذا لم نتحرك بسرعة، فإن هذا الجيل من الأبرياء سوف يصبح من الضحايا الدائمين للحرب”.
وقال فولكر تورك، مدير الحماية الدولية في المفوضية للصحافيين في جنيف، إن المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة سجلت ما يربو على من 1.1 مليون طفل من بين 2.2 مليون لاجئ، وهو ما يمثل كارثة لم يشهد لها مثيل منذ أزمة راواندا قبل عقدين. ومن بين هؤلاء الأطفال اللاجئين، هناك أكثر من 385 ألف في لبنان و 29 ألف في الأردن.
وجاء في التقرير أن الصراع تسبب في “معاناة الأطفال من جميع الأعمار نفسياً وجسدياً. وقد تعرّض الأطفال للإصابة أو القتل من قبل نيران القنّاصة والصواريخ والشظايا المتطايرة. كما واجهوا الصراع والدمار والعنف بصورة مباشرة.
ويجيء التقرير بعد أقل من أسبوع على صدور دراسة حول الإصابات في سوريا صدرت عن معهد دراسات بريطاني قدر أن أكثر من 11470 طفل سوري أقل من عمر 17 عام قتلوا في الصراع.
أوضحت الدراسة الصادرة عن مجموعة أكسفورد للأبحاث، والتي اعتمدت على تحليل لسجلات جمعتها المنظمات السورية غير الحكومية، أن ما يقرب من 70% من الأطفال قتلوا عن طريق “الأسلحة المتفجرة” خصوصاً القصف الجوي والصواريخ القصف المدفعي.
كما وجدت الدراسة أن 389 طفلا قتلوا برصاص القناصة وأن أكثر من 700 طفل ” أعدموا ميدانيا” بعد أن اعتقلوا، وهذا المصطلح يشمل مذابح قامت بها جماعات مسلحة.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم اليونيسف في مقابلة أجريت معها، :”عندما نتواصل مع الأطفال، يخبروننا كم يفتقدون الوطن، وكيف أنهم يتمنون العودة، وكم هو الوضع مرعب هناك، وهم يتحدثون في الغالب حول الموت. وعن أناس ميتين وعن جثث وعن الموت بشكل عام والخوف من الموت. إنه لمن الصادم ما سوف يعانيه هؤلاء الأطفال”.
وقالت كالة الأمم المتحدة للاجئين إن أقل من نصف الأطفال السوريين اللاجئين قادرون على الذهاب إلى المدارس وأن العديد من الأطفال، بعضهم يصل عمره إلى 7 سنوات، يعملون لساعات طويلة بأجر زهيد، وفي بعض الأحيان في ظروف خطيرة، وذلك في محاولة منهم لتخفيف مصاعب الحياة التي تواجهها أسرهم.
هناك ما يقرب من 100 ألف سوري ما زالوا يعبرون الحدود للهرب من الصراع كل شهر، ما يخلق ضغطاً كبيراً على الصحة والتعليم ومصادر المياه.
عشرات الآلاف من الاطفال يعيشون الآن دون آبائهم، الذين ربما يكونوا قتلوا أو اعتقلوا أو فقدوا، وهو وضع يزيد الضغط على الأولاد ليعملوا، وفقا لما ولفت التقرير، الذي اعتمد على مقابلات مع 81 طفل في لبنان والأردن ومناقشات جماعية مع 121 آخرين، إلى أن العديد من العائلات، التي تخشى على أمن أطفالها، نادراً ما تسمح لهم بمغادرة البيوت.
قم بكتابة اول تعليق