اعتقلت مصالح الأمن الجزائرية 132 شخصاً على خلفية اشتباكات عنيفة شهدتها منطقة القرارة بولاية غرداية (650 كيلومتراً جنوب الجزائر)، عقب لقاء كرة قدم جمع فريقين محليين ينتميان إلى مذهبين دينيين مختلفين.
وكانت مناوشات عنيفة قد اندلعت قبل أيام بين شباب مدينة القرارة عقب المباراة، وقام العشرات من مناصري الفريقين بأعمال نهب وتخريب وتحطيم وإضرام النار في عشرات المحلات التجارية والسيارات والمباني.
ووجهت النيابة العامة للموقوفين تهمة التجمهر المسلح، وتحطيم الأملاك العامة والخاصة، والحرق العمدي والاعتداء على أعوان حفظ النظام.
وقررت النيابة العامة إيداع تسعة أشخاص في الحبس الاحتياطي، ووضع 13 شخصاً آخرين تحت الرقابة القضائية، فيما استفاد 110 متهمين من الإفراج المؤقت والاستدعاء المباشر إلى المحكمة.
وفي سياق متصل، نفت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان لها حدوث أية تجاوزات خلال عملية توقيف المتهمين، رداً على اتهام ناشطين حقوقيين لقوات الأمن باستعمال العنف بقسوة في حق الموقوفين، والانحياز لطرف ضد الآخر خلال المواجهات على خلفية عرقية.
يذكر أن مدينة غرداية وبلداتها كبريان والقراراة، تسكنها غالبية من الأمازيغ الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية ويتبعون المذهب الإباضي، وأقلية من السكان العرب الذين يتبعون المذهب المالكي.
وتشهد غرداية وبلداتها بين الفترة والأخرى اندلاع مواجهات على خلفية عرقية ومذهبية، آخرها المواجهات التي اندلعت في شهر أغسطس الماضي، بين سكان حي ثنية المخزن العرب وسكان قصر مليكة الأمازيغ بسبب نزاع على أرض تضم مقبرة كانت السلطات تعتزم إقامة ثانوية تعليمية عليها.
لكن أعنف المواجهات بين الطرفين، اندلعت في 29 ديسمبر 2008، في مدينة بريان بولاية غرداية، وخلفت 3 قتلى و4 جرحى.
ونجحت السلطات الجزائرية في 29 يونيو 2010، في التوصل إلى اتفاق بين عقلاء وأعيان المذهبين الإباضي والمالكي، ما سمح بتهدئة الخلافات المستمرة بين المجموعتين منذ عقود.
وبموجب الاتفاق تلزم الأطراف المعنية بالمصالحة النهائية والتعايش الدائم في إطار الأخوة والمواطنة ونبذ الفتنة، وحل المشاكل والخلافات بالحوار بين أعيان الطائفتين، وتجنب كل مظاهر العنف ومكافحة الآفات الاجتماعية والعمل على التهدئة في المنطقة وغرس ثقافة الوئام بين المواطنين.
ويحث الاتفاق الساري المفعول أعيان المجموعتين على العمل على إطفاء الفتنة والصراعات الطائفية وإرساء المصالحة وترسيخ ثقافة التعايش السلمي.
قم بكتابة اول تعليق