فيّ سلطان.. أول سباحة كويتية في الأولمبياد

في سلطان.. اسم لفتاه كويتية، تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، سوف يتردد كثيراً في دورة الألعاب الأولمبية، التي تستضيفها لندن خلال الفترة من 27 الجاري وحتى 12 أغسطس المقبل، وهي تعد واحدة ضمن 11 كويتياً وكويتية سيشاركون في هذا المحفل العالمي.

وفي سلطان هي أول فتاه كويتية تشارك في لعبة السباحة، ولذلك فهي على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي، إذا ما حققت أرقاماً أو نافست بقوة خلال الأولمبياد، كونها أول سباحة كويتية في الأولمبياد، وللتعرف على شخصية هذه الفتاة، وكيف وصلت إلى هذه المرحلة، كان هذا الحوار الذي جاء في مقابلة أجرتها معها مدونة علي المواش.

● ماذا تعني السباحة لكِ؟

ـ عندما أتدرب أدرك كم أنا محظوظة بأن تتاح لي هذه الفرصة التي لا تسنح للعديد من اللاعبين، وبصفة خاصة الإناث في الشرق الأوسط. فبالإضافة إلى حبي للرياضة، فإنني أتدرب لكي ألفت الانتباه إلى أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع الكويتي، وهي فرصة لتشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة في مجتمعات الشرق الأوسط.

● متى بدأت ممارسة رياضة السباحة؟

ـ بدأت في أخذ دروس عندما كنت في التاسعة وهي تعد سنا متأخرة، ففي المعدل يبدأ السباح او السباحة في حوالي الرابعة من العمر. ولقد توقفت عن ممارسة السباحة لفترة، ولكنني بدأت أخيراً خلال العامين الماضيين في العودة للتدريب بانضباط وصرامة.

● لماذا اخترت السباحة من بين بقية الالعاب الرياضية؟ ما الذي حثك على ممارستها؟

ـ هنالك سببان رئيسيان وراء ذلك، الأول هو ان فرص مشاركة المرأة في الالعاب الرياضية في الشرق الأوسط محدودة والسباحة تعد من الخيارات القليلة المتاحة بالنسبة لي، كما انني احب الماء. والثاني هو طول قامتي فطولي حوالي 6 أقدام وارتدي حذاء قياس 9.

● من الذي شجعك في البداية على السباحة؟

– والدي. فقد اختار لكل طفل منا رياضة وشجعني على اختيار السباحة.

● ماذا تعني لك السباحة «من الناحية الاجتماعية والشعورية والبدنية»؟

ـ ارى بكل صدق ان السباحة تعد من اصعب الرياضات. لان عليك ممارسة فترتين تدريبيتين وبعض تلك الفترات تبدأ مبكرا جدا في الخامسة فجراً.. وهو أمر يؤثر بقوة في كل تلك الجوانب سواء الاجتماعية او البدنية، واكثر الجوانب تأثراً هو الجانب الذهني، كما ان السباحة تنهك الفرد بدنيا وهنا تكمن اهمية ان تكون ضمن فريق وان يكون لديك مدرب جيد جدا، بالاضافة الى دعم ومساندة تساعدك على تحمل ذلك التأثير.

لقد كانت رحلة صعبة ومجهدة بالنسبة لي كسباحة في الكويت، ونسبة 95 في المائة من تدريباتي مضطرة للقيام بها في حوض سباحة للاطفال، حيث انني لا استطيع حتى ان انهي احدى حركات السباحة الحرة بالطريقة الصحيحة لان يدي تلمس ارضية الحوض.

● ما هو مدى مساندة اسرتك لك كسباحة؟

ـ في الحقيقة اتلقى دعما من جميع افراد اسرتي وبنسبة %100.

● هل تشعرين بأي تحدٍّ كونك شابة كويتية تشاركين في رياضة السباحة؟

ـ بكل تأكيد، أود إثبات وجودي في المقام الأول، وتسجيل إنجاز باسم وطني الكويت.

● ما أكثر لحظة تتذكرينها في رحلتك بمجال السباحة؟

ـ المشاركة في بطولة العالم للصغار في بيرو خلال الصيف الماضي.

● كيف ترين وضعك بعد مضي خمس سنوات في ممارسة اللعبة؟

ـ خلال السنوات الخمس الماضية أجد أنني أسير في طريقين، هما: الانتهاء من المشاركة في اولمبياد 2012، وكذلك أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو، ومن ثم التقاعد أو التركيز بالكامل على متابعة الدراسات العليا.

والإنسان لا يستطيع في واقع الأمر ترك السباحة، لأنها تصبح جزءا منه في واقع الأمر. وانني حتى اذا توقفت عن التدريب فإنني سأمارس السباحة من حين الى آخر، بل وحتى بلوغ سن الثمانين!

● ما شعورك كونك أول سباحة تمثل الكويت في الاولمبياد؟ ما ردة فعلك؟ هل كنت تتوقعين ذلك؟

– إنه امر مذهل للغاية ان تستطيع المنافسة في الالعاب الاولمبية. ولسوء الحظ فإن اللجنة الاولمبية الدولية علقت مشاركة الكويت في الألعاب الأولمبية بداعي أن قوانيننا الرياضية غير متماشية مع اللوائح الدولية. وانه اذا لم يتم يرفع ذلك التعليق بحلول انطلاق دورة الالعاب الاولمبية، فإنني سأشارك في المنافسات تحت العلم الاولمبي. لقد كنت اضع المشاركة في الاولمبياد دوماً كهدف في ذهني، وقد اصبت بدهشة بالغة عندما أصبح ذلك الهدف واقعا.

● ماذا تودين تحقيقه في الأولمبياد؟

ـ هدفي الأساسي هو تحدي نفسي، والعمل على كسر الرقم الذي حققته. كما انني آمل ان احدث تأثيراً في الطريقة التي يرى بها الناس المرأة في الشرق الأوسط محلياً وعالمياً.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.