أكد رئيس نقابة العاملين في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية والشركات التابعة لها عبدالله الهاجري أن ثمة متنفذين في الدولة يريدون تدمير الأسطول الجوي الوطني، لشرائه بسعر بخس لا يتناسب وقيمته المالية الحقيقية، مناشداً رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك ووزير المواصلات المهندس سالم الأذينة اتخاذ قرار فوري بوقف هذا العبث، وتأجير أو شراء طائرات جديدة تنضم إلى الاسطول الحالي، لاسيما أن الأمر يتعلق بأرواح البشر التي هي خط أحمر.
وقال الهاجري، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته نقابة العاملين في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية والشركات التابعة لها صباح اليوم في مقرها الكائن بمنطقة الشعب البحري للوقوف على ماهية ما حدث من أعطال فنية لطائرة الخطوط الجوية الكويتية التي كانت متجهة إلى جدة خلال الرحلة رقم (785)، “إن على الحكومة الحفاظ على هذه المؤسسة التي تأسست عام 1954، والتي تعد من أقدم شركات الطيران في المنطقة”، مستغربا “ألا يزيد عدد الأسطول الجوي الوطني، منذ تحرير الكويت حتى الآن، على 17 طائرة، في حين أن شركات الطيران الوطنية في دول الخليج المجاورة التي تأسست عقب “الكويتية”، يضم أسطولها الجوي ضعف عدد طائرات أسطولنا”.
وأضاف أنه “لا تنقصنا كفاءات وطنية، إنما ما ينقصنا هو أسطول جوي يتناسب وعراقة المؤسسة، لا سيما أن الكلفة المالية لعمليات الصيانة الدورية التي تجرى للاسطول الحالي تساوي ضعف كلفة شراء طائرات جديدة”، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء وافق على استئجار 4 طائرات جديدة منذ شهر يونيو الماضي، إلا أنه خشي ردة فعل بعض النواب الذين يفتون في كل مناحي الحياة فيما يعرفون ويجهلون فعلق الموضوع إلى أجل غير مسمى.
كارثة حقيقية
من جانبه، شكر أمين سر نقابة العاملين في “الكويتية” حسين حبيب “كابتن” طائرة الخطوط الجوية الكويتية رقم (785) فيصل الصراف التي كانت متجهة إلى جدة لبراعته في قيادة الطائرة، وتفاديه حدوث كارثة حقيقية، موضحا أن هذا المؤتمر يقام تسجيلاً لموقف، وتأكيدا على مطالب “النقابة” السابقة بضرورة تحديث الأسطول الجوي الحالي بأسرع وقت ممكن، متسائلا: “ماذا تنتظر الحكومة لاتخاذ مثل هذا القرار؟ هل تنتظر وقوع كارثة حقيقية للتحرك الجاد وتحديث الأسطول؟”.
وأكد حبيب أن هذه الحادثة إنذار، ونحمد الله على مرورها بسلام دون خسائر، مستغربا مماطلة الحكومة في تحديث الأسطول، لا سيما أن المواطن بدأ يفقد الثقة في “الناقل الوطني” بعدما استشعر خطره، لافتا إلى أنه عقب تصريح وزير المواصلات المهندس سالم الأذينة بإيقاف من 3 إلى 5 طائرات في الأسطول الجوي، ينبغي تأجير طائرات جديدة من دون طاقم قيادة أو ضيافة، نظرا لقلة عدد الأسطول، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعدما نكث نواب الأمة بوعودهم في تحديثه.
وذكر أن “النقابة” منذ عام 2010، وهي تطالب بتحديث الأسطول الحالي، مشيرا إلى أن رئيس المؤسسة حينذاك أرسل كتابا عاجلا إلى وزير المواصلات وقتها د. محمد البصيري يخلي خلاله مسؤوليته عن حدوث أي كارثة في الأسطول الجوي، لكن الحكومة إلى الآن لم تحرك ساكنا.
من جهته، قال مقرر لجنة الطيارين في نقابة العاملين بمؤسسة “الكويتية” الكابتن طيار مناف حسين إن “تصريحات وزير المواصلات بوقف من 3 إلى 5 طائرات موفقة شعبيا، لكنها سلبية عمليا وعلى أرض الواقع، كونها تؤكد تهالك الأسطول الجوي الوطني”، مشيرا إلى أن هناك حجوزات مسبقة لمدة 3 اشهر مقبلة سوف تتأثر بالقرار، إضافة إلى المصاريف الأخرى لتشغيل الرحلات الملغاة في المطارات، والأموال المدفوعة لشركات الخدمات، والتي تعتبر خسائر على المؤسسة، فضلا عن خسائر الإيرادات التي ستؤدي إلى انخفاض تقييم المؤسسة عند الخصخصة.
وأوضح حسين أن وقف 3 طائرات سيلغي من 500 إلى 600 رحلة سنويا، وسيكبد المؤسسة خسائر مالية تصل إلى 30 مليون دينار، معتبرا أن الحل الأمثل هو اخراج هذه الطائرات من الخدمة تباعا خلال جدول زمني لا يزيد على 3 أشهر، على أن يتم خلال هذه الفترة إيجاد طائرات بديلة تغطي خروج هذه الطائرات، مناشدا وزير المواصلات إصدار قرار استثنائي يتخطى خلاله الدولة المستندية البيروقراطية، باستئجار أو شراء طائرات جديدة.
كفاكم تدخلات!
وخاطب حسين نواب الأمة قائلاً: “كفاكم تدخلا في أمور فنية، تجهلونها، دون أدنى علم بالنتائج المترتبة على ذلك، فأنتم شركاء في التردي الذي وصل اليه الناقل الوطني، بل انكم شركاء في حادث طائرة جدة، كونه نتيجة لتدخلاتكم السافرة والغاء صفقات شراء الطائرات واحدة تلو الأخرى، دون أدنى معرفة”.
بدوره، قال الكابتن طيار عباس دوخي إن “مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية تعاني من التدخلات السافرة من قبل الجهات الرقابية مثل مجلس الأمة وديوان المحاسبة، اللذين رفضا استئجار طائرات جديدة وضمها إلى الأسطول الحالي”، مشددا على أن أرواح الركاب أخط أحمر، لا يمكن المساس بها، مناشدا الحكومة توفير طائرات جديدة.
قم بكتابة اول تعليق