قبرص تجذب اللبنانيين الراغبين في عقد زواج مدني

تحمل الطائرات التي تهبط في مطار لارنكا آتية من بيروت أو من تل أبيب أزواجاً من ديانات أو مذاهب مختلفة، يرغبون في إجراء عقد قران مدني لا يتاح لهم إجراؤه في بلدهم.

وتقول يوهانا، الآتية من بيروت، وهي ترتدي فستاناً أبيض كان في حقيبتها “أنا وزوجي المستقبلي من ديانتين مختلفتين”.

وقرر هذان الشابان، يوهانا الدرزية وخطيبها المسيحي، أن ينتقلا إلى قبرص التي تفصلها عن بيروت أقل من نصف ساعة بالطائرة، لعقد قرانهما.

وقالت إحدى صديقاتها أثناء خروج الزوجين والأصدقاء من دار البلدية في لارنكا “العائلتان موافقتان على هذا الزواج المختلط، المهم هو أن يكونا سعيدين”.

ورغم المحاولات الخجولة التي يقوم بها ناشطون مدنيون في لبنان لتشريع الزواج المدني، إلا أن هذا الأمر ما زال عصياً على التحقيق، وما زال الزواج في لبنان يمر عبر المحاكم الدينية وقوانين الأحوال الشخصية المذهبية.

ومع أن الزواج المدني ليس متاحاً على الأراضي اللبنانية إلا أن السلطات اللبنانية تعترف به عند عقده في قبرص أو غيرها من الدول.

وإزاء هذا الواقع، نجحت قبرص، التي تعاني حالياً من أزمة اقتصادية حادة، بجذب أعداد كبيرة من الراغبين في الزواج خارج القيد الديني، بعد ما شرعت الزواج المدني في العام 1990.

وقفز عدد اللبنانيين الذين عقدوا قرانهم في هذه الجزيرة الأوروبية، التي تبعد عشرات الكيلومترات فقط عن وطنهم، إلى الضعف بين العامين 2007 و2012.

ويشير تزايد عدد الراغبين في عقد زواج مدني الى تغيرات فكرية واجتماعية تطرأ على مجتمعات بلادهم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.