– الاخطاء تحدث في كل زمان ومكان فيه بشر، ومن يستفد من اخطائه ليتجنبها هو العاقل الحكيم، ومن يكرر الخطأ نفسه فهو الاثول الذي يستحق ما يحل به من مصائب مكررة.
ازمة الخطوط الجوية الكويتية الاخيرة كانت بسبب اخطاء مؤسفة لم يربح منها أحد… والكل فيها خاسر.
ومن السذاجة ان نغلق ملفها ونصلح ما تم افساده ثم نمضي، لأن ذلك سيجعلنا نكرر الخطأ ونمضي في دروب تكرار الخطيئة.
ونحن هنا، وانصافا لكل طرف، نؤيد ما طرحه النائب الفاضل يعقوب الصانع من فكرة تشكيل لجنة تقصي حقائق لتبحث عن مكمن الخطأ الذي ادى الى تلك الايام المريرة، بكل ما صاحبها من صخب اعلامي واتهامات متبادلة ومخاطر كانت تطل برأسها على المال العام ومستقبل الخطوط.
ولكننا نود ان نضيف نقطة مهمة تكون هي المدخل الاصلي والاساسي لتقصي حقائق ما حدث. وما نقترحه اليوم هو انعكاس لمبدأ يحاول ترويجه النائب الفاضل يعقوب الصانع.. أيضا. فمبدأ أبوعبدالعزيز هو ان تكون التعيينات على اساس «الأكفأ أولى»!.
ومن هذا المنطلق نتمنى ان يكون بحث لجنة تقصي الحقائق منصبا على البحث عن المعايير التي تم تعيين أعضاء مجلس ادارة الكويتية عليها؟! ومدى ملاءمة خبرة واختصاص كل منهم بالهدف المعلن للحكومة نحو التوجه لخصخصة الكويتية؟! فهنا مكمن الخطأ، وهنا الأساس الذي ادى للنتائج المؤسفة الأخيرة.
وللأسف فان اصلاح الوزير عيسى الكندري لم يتطرق او يستفد من خطأ الوزير السابق في تحديد المعايير ومن ثم البحث عمن يملك المواصفات والكفاءة لتحقيق الهدف من تخصيص الخطوط.
ونحن اذ نطالب بهذا التوجه لا نركز على ما حدث في الخطوط الكويتية بقدر ما نتمنى أن تكون تجربة الكويتية عبرة للقيادات والوزراء بضرورة اعتماد مبدأ الأكفأ اولى، والبدء بوضع معايير القيادات التي نرجو منها تحقيق الاهداف ومن ثم اختيار الأكفأ.
– السلف هم آفة الاخوان ومبيدهم لذلك فإن تصريح الأخونجي مبارك الدويلة عن نيتهم تحويل حدس الى حزب سياسي معلن بقناعة من الحكومة، واجهه أحمد باقر بتصريح مناقض يرفض تشكيل الأحزاب ويعلن ضررها الشرعي ومجافاتها للدستور.
هنا انطلق شبيحة الاخوان وآلتهم الإعلامية العريقة في تشويه صورة السلف والانتقاص من كلام احمد باقر. وبدأت كوادر الاخوان مراهقتهم السياسية باتهام احمد باقر باستغباء المواطنين في تصريحه، لانه وفي نفس التصريح قال ان السلف سيجتمعون بالمكتب السياسي لإصدار بيان بخصوص ما طرحه الاخوان!.
وان وجود مكتب سياسي هو دليل على ان السلف حزب قائم!. ونحن لا نجد تناقضا فيما طرحه احمد باقر وبين ان السلف لهم حزب او شبه حزب، فكل مجموعة تجتمع على امر تعتبر حزبا لغرض ما.
الاختلاف هو ان الحزب السياسي غير جائز حسب المذكرة التفسيرية للدستور الكويتي، والاهم ان الحزب السياسي لا يجوز ان يرخص له اذا كان يقوم على منطلق ديني او عقائدي.
لذلك فان يكون للسلف حزب او للاخوان حزب يسوقان لافكارهما فلا بأس في ذلك، ولكن لا يجوز لأي منهما العمل بالسياسة او الادعاء بانهم حزب سياسي.
فهل فهم مراهقو الاخوان ام نشد آذانهم للأعلى؟!
– الانسان الكويتي – إلا من رحم الله – تحول الى آلة دمار للبيئة، سواء البحرية او البرية او حتى المدنية.
فكمية المخلفات والفضلات التي تلقى في البر والبحر وفي الشوارع تدل على انعدام وعي بضرورات الحفاظ على البيئة، والأخطر انها دلالة واضحة على ضعف الاحساس بالمواطنة والانتماء!.
فنفس هؤلاء الذين يرمون قاذرواتهم وفضلاتهم في الشارع تجدهم من انظف الناس في لباسهم وبيوتهم، لانها ملكهم ولكن لعدم إحساسهم بأنهم يملكون هذا الوطن فإن توسيخه وتشويه ما فيه من حسن محدود امر لا يحرك لهم صرصوخ اذن.
اليوم لم يتبق لبر الكويت من دمار الكشاتة وأصحاب الإبل والأغنام إلا محمية صباح الأحمد على طريق الصبية.
ومع ذلك فهاهي تتعرض للاعتداء تلو الاعتداء ويحاول كل تافه ان يزيح الشبك الحامي للمحمية كي يدخل ليرعى غنمه او ليقطف من أعشابها لأغراضه الرخيصة اذا ما قورنت بالسعي إلى الحفاظ على البيئة.
نتمنى على الحكومة بهيئة البيئة والداخلية إذا ما تم القبض على من اقتحم المحمية ان ينزلوا به وبسيارته وبأغنامه عقوبة تجعله يرتجف عند ذكر المحمية أمامه.
فلم يعد من المجدي ان نعفو وأن نتسامح.
– «كلمة راس» التي نشرتها «القبس» يوم أمس الاول «جت في الراس». ونعتقد ان العم بوعبدالعزيز قد استشعرها. ولعل من فوائد ازمة الكويتية انها نبهت «القبس» الى سوء الاداء السياسي للعم بوعبدالعزيز.
أعزاءنا
رغم انكسار الكويت في كل مجال من مجالات الحياة، الا ان الشباب الكويتي يرفض ان تنطفئ شعلة الامل!.
فعندما اوقفت الكويت دوليا عن التنافس في كرة القدم، حقق بدر المطوع لقب هداف العالم!.
واليوم حيث يصرخ الناس بحثا عن وظائف حكومية لابنائهم، تخرج علينا ثلة من الشباب الكويتي بالعمل الخاص يكتسبون به رزقهم بعيدا عن الحكومة ويحققون لانفسهم شهرة واسعة.
ولعل هناك عبرة وقدوة يجدها الشباب في الشيف فواز العميم الذي حقق لنفسه وللمطبخ الكويتي شهرة وسمعة غير مسبوقة، كما وفر خدمة عالية الجودة.
والشيف فواز ليس وترا وحيدا على صدر عود المطبخ الكويتي، فهناك آخرون مبدعون من امثال أسماء قبازرد والطاف العيار.
نتمنى ان تنمو هذه المواهب وان تعطى التقدير الذي تستحقه.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق