ذكرت مجلة “تايم” الأمريكية في تقرير لها أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله شن هجوماً قوياً على المملكة العربية السعودية عندما زعم أن عملاء للمملكة يقفون خلف الهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت الشهر الماضي والذي أدى إلى مقتل 23 شخصاً.
وفي مقابلة له مع قناة “أو تي في” اللبنانية خرج نصر الله لأول مرة عن أسلوبه المعتاد، فهذا الرجل الملتحي الذي يرتدي عمامة ويضع النظارات الطبية دائماً ما تكون خطاباته مزيجاً من الكلام الناري المعادي للغرب والأسلوب المنمق المصمم لإلهام أتباعه، بحيث يعمل على ضم مجندين جدد من ناحية، وإرهاب إسرائيل من ناحية أخرى. أما هذه المرة فقد وجه سهام كلامه إلى هدف جديد وهو المملكة العربية السعودية، حسب المجلة.
وقالت المجلة الأمريكية: “نصر الله نادراً ما يذكر المملكة العربية السعودية بالاسم، وهو عادة ما يشير إلى العائلة المالكة بعبارات غامضة من أجل الحفاظ على سياسة التمويه. ولكن هذه المرة أعلن بصراحة عن حرب كانت تجري في الظلال. أولاً في لبنان حيث تواجه الأحزاب المتحالفة مع حزب الله مأزقاً سياسياً مع كتلة المستقبل المدعومة من قبل السعودية والتي يقودها سعد الحريري، والآن في سوريا، حيث يقاتل حزب الله بمساعدة إيرانية إلى جانب الرئيس بشار الأسد ضد المتمردين الذين يحصلون على دعم من السعودية”.
ونقلت المجلة عن المحلل السياسي المقيم في لبنان طلال عتريسي القول: “هذه هي المرة الأولى التي يشن فيها حسن نصرالله هجوما مباشراً ضد السعودية. لقد كان ذلك بمثابة إعلان لحرب كانت تجري في سوريا منذ أن بدأت السعودية بدعم المتمردين”.
وأضاف التقرير: “نصرالله كان خلال المقابلة يدافع بشراسة عن دور حزب الله في سوريا معتبراً أنه دون هذا الدور فإن لبنان سوف تنجر إلى حرب طائفية مشابهة لتلك التي تجري في العراق”.
كما تساءل نصر الله عن مستقبل لبنان إذا ما سقطت سوريا في أيدي المجموعات المسلحة. وقال: “تخلي حزب الله عن مسؤوليتها سيسهل اختراق الحدود الشرقية للبنان مع سوريا من قبل المجموعات المسلحة، وسيكون هناك المئات من العربات المفخخة التي سيتم إرسالها إلى لبنان”.
وذكرت “تايم” أن نصر الله يتهم السعودية بأنها المتسببة في إطالة أمد الحرب الأهلية في سوريا، وليس السوريين أنفسهم أو حتى حزب الله، حيث قال: “السعودية مصممة على الحفاظ على القتال حتى آخر طلقة وآخر قطرة من الدماء”.
وأضافت المجلة “نصر الله سعيد بنجاح المفاوضات النووية بين إيران والغرب، ويرى أن ذلك سيعزز موقف إيران وبالتالي موقف حزب الله”.
قم بكتابة اول تعليق