كثيرا ما تكون تصريحات وأحاديث واقوال المسؤولين وخاصة المسؤولين على مستوى الوزراء اما متضاربة لا يبدو بينها رابط واما غير مفهومة. فلا تقبض من تصريح ذلك المسؤول شيئا..!!
هذا التناقض والتضارب الذي يحصل في تصريحات واقوال واحاديث سدنة القوم يجعلنا ان نتصور ان الاختلاف لا يقتصر على حدود الكلام وانما يتجاوزه الى اختلاف الاداء..!!
خذوا على سبيل المثال وما شاب تصريحات المسؤولين من التضارب الذي ناقض بعضه بعضا هو ما جاءت من تصريحات على لسان المسؤولين الكويتيين حول مشروع الاتحاد الخليجي المقترح. فنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ألمح في تصريحات صحافية مبطنة عن موقف ضبابي غير مفهوم من الكويت عن الاتحاد الخليجي، الا ان وكيل وزارة الخارجية (المعتق) خالد الجارالله صرح «لا تحفظات كويتية على الاتحاد الخليجي». بينما عشية افتتاح القمة الخليجية صرح وزير الدولة الشيخ محمد العبدالله قائلا «الاتحاد الخليجي يحتاج مزيدا من البحث».
هناك من أكبر الموقف العماني الصلب والواضح الرافض للاتحاد الخليجي ومهددا بالانسحاب اذا اعلن الاتحاد، وهناك من هاجم الموقف العماني الا ان الجميع اتفق على وضوح وصلابة الموقف العماني لا ابيض ولا اسود وانما لون واحد وقد اعلنت السلطنة اللاءات الثلاث، لا اتحاد لا عملة، ولا وحدة امنية او زيادة عديد درع الجزيرة. هذا الموقف العماني انسجم مع مصالح السلطنة، فلماذا لا يكون لنا موقف مماثل؟ فنحن لنا ايضا تحفظاتنا الرسمية والشعبية على مشروع الاتحاد ونحن لنا تحفظنا على الاتفاقية الامنية مثلما لنا تحفظ على الوحدة النقدية. وعندما يكون لنا هذه المواقف المتحفظة من هذه فيفترض ان نصارح اخوتنا وشركاءنا في المنظومة.
وحالياً لا ينبغي ان نندفع في مشاريع لا تحترم الكويت سياسيا وامنيا واقتصاديا.
لا نريد ان نزعِّل اخواتنا الخليجيين في شيء ولكن كوننا لا نريد ان نضر بمصالحنا الوطنية شيء آخر، لذلك ينبغي ان نكون واضحين حيال هذه القضايا التي لا شك في انها قضايا مستقبلية مصيرية فلا طريق للرجوع عنها سواء بالعملة الموحدة او الوحدة الامنية او الاتحاد.
لتكن تصريحات مسؤولينا واضحة ولتكن مواقفنا صلبة سواء في المسائل الخليجية او المحلية.
كيف تنجح الدولة اذا كانت تصريحات مسؤوليها متناقضة…؟!!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق