سباعية

نبيل الفضل
يوم أمس الأول صرح النائب فيصل المسلم بأن «النقابات أكثر حرصاً على المواطن من الحكومة. ونطالبها بتعليق الإضرابات لحين الوقوف على نتائج جلسة الخميس»!!.
أولاً. كم مواطناً يصدق ادعاء المسلم بان النقابات أكثر حرصاً على المواطن من الحكومة؟! والمواطن هنا هو غير المنتسب للنقابة بالطبع.
ثانيا. هل توجد حكومة في جغرافية العالم او تاريخ البشرية أعطت وتعطي للمواطن مثل حكومة الكويت؟!
بل ان حتى أعضاء النقابات يتعيشون على الحكومة ورواتبها التي لا يقابلها عمل يذكر.
إذن لماذا هذا الإصرار على تكريس كراهية الحكومة عند الناس؟! ونحن لا نقصد فيصل المسلم وحده، ولكن هناك مجموعة تضمه من نواب لا هم لهم سوى دق إسفين العداء ما بين الشعب والحكومة!!.
وما يخيفنا من تصريح المسلم هو مطالبته بتعليق الإضرابات لا انهائها… وذلك حتى جلسة اليوم الخميس!!!
وبعدها؟!
هل ستجددون الدعوة للنقابات لتعود للإضراب؟!
الإضرابات لم تحقق ما طالب به النقابيون، ومع ذلك فقد خضعوا وعلقوا الاضراب!. وكل الادعاءات الفارغة بانهم علقوا الاضرابات للمصلحة العامة كلام «فاضي» لا يصدقه نصف عاقل.
بل كثيرون يرون ان «حليب المراعي» وحده هزم إضراب الجمارك!.
ولكن الخطورة التي نراها هي ان الاضرابات الاخيرة اتت بتنسيق غريب مريب ومشبوه ليضع الكويت تحت الحصار… فلا منافذ برية ولا بحرية ولا جوية!.
بل ان مطالبة المضربين للـ «اياتا» بعدم تقديم اي خدمة لاي طائرة تقلع من الكويت كما تفوّه عبدالله الهاجري، مطالبة لا تقل عن اعلان حرب على الكويت!.
من جانب آخر، ماذا لو كان ما حدث خلال الاسبوع الحالي مجرد «بروڤة» وتوطئة وتدريب على مخطط خفي لاضرابات أكبر ستأتي متزامنة لتنهي الحكومة والحكم والدولة المدنية؟!
قد يتصور شخص ما بان في هذا مبالغة. ولكننا ندعو الجميع ليجدوا لنا في التاريخ او الجغرافيا السياسية بلدا يؤذي نفسه بنفسه مثلما نفعل!! وبلداً يحدث فيه ما يحدث في الكويت بشكل يومي.
فلا تستغربوا، ولكن افيقوا.
اما الحكومة فمع تقديرنا لصلابة ومراس سمو الرئيس الا ان المطلوب هو حل جميع النقابات والاتحادات، فهي جميعها مخالفة للقانون. كما يجب ان يعاد النظر في اتحاد عمال النفط لان النفط قد تحول من يد الشركات الاجنبية الى يد الدولة منذ عقود، وعمال النفط يعملون في الحكومة حالهم حال موظفي الجمارك.
– جلسة اليوم قد يطالب بعض النواب بعقدها سرية!. لانهم لا يستطيعون مهاجمة النقابات فيخسروا كوادرها، ولا يستطيعون تأييد النقابات فيخسروا بقية الشعب!.
نتمنى ان يسود العقل والدعوة الى العدالة الاجتماعية حتى لو حتم ذلك الغاء كوادر ظالمة اعطيت، وذلك من اجل مساواة المواطنين حسب درجاتهم العلمية وخبرتهم العملية، لا حسب الوزارة التي يعملون بها.
– دعونا نلتفت عن الصورة السوداء التي يرسمها البعض للكويت ونوجه انظارنا الى شباب الكويت الواعي والمخلص لتراب هذا الوطن.
تحية اعجاب وتقدير وشكر لشباب «كلنا لها» وشباب «تطوع» الذين اعادوا للكويت بسمتها وثقتها بنفسها وايمانها بأبنائها.
لقد اثبتوا بان الكويتيين ليسوا كلهم فيصل المسلم ولا مسلم البراك ولا امثالهما.
– الواجهة البحرية الممتدة من سوق شرق الى ما بعد المركز العلمي في السالمية مثال جميل على ادارة القطاع الخاص للمرافق العامة، حيث النظافة والاهتمام بالزراعة والورود والطرقات والاستراحات التي لا يشوهها سوى سوء استغلال بعض العامة.
ولا يمكن تقدير هذا الجهد الجميل الا بمقارنة هذه الواجهة بالواجهة المزرية التي تمتد من وزارة النفط الى بيت البحار. فهذه – والحمد لله والمنة – تديرها بلدية الكويت.
– طارق القلاف وجه مشرق آخر للكويت وابنائها، فهو رغم الاعاقة يعاود حصد الميداليات الذهبية للمبارزة من امريكا.
اسعد الله ايامك يا طارق فقد اسعدتنا واعدت لنا نشوة الانتماء لهذا الوطن.
– المهندس فيصل العصفور كويتي آخر يجلب الابتسامة لشفاهنا المحتقنة بالغضب والحزن على هذا الوطن.
ففيصل العصفور مخترع كويتي له اختراعات مختلفة ومسجلة عالميا باسمه. ولا يزال يواصل استثمار قدراته العقلية في الابداع والابتداع لكل ما فيه خدمة للناس.
وفي آخر لقاء له مع جريدة «الوطن» منذ اسبوعين ألقى الضوء على تركيزه الحالي في تطوير مراوح هوائية عملاقة لانتاج الكهرباء تعمل حتى مع توقف… الهواء!.
نتمنى لفيصل العصفور النجاح تلو النجاح فكل ما يسجل باسمه من اختراع أو ابداع انما يسجل باسم الكويت.
– نعود للهم والغم لننقل لفيصل المسلم تصريحه ليوم أمس حيث يقول «نأمل الا يكون حضور الحكومة جلسة الغد – اليوم – ابراء للذمة فقط. وعليها ان تمتثل لحضور كل الجلسات احتراماً للدستور»!!.
ونحن نقول لفيصل المسلم: الحكومة دستورياً غير معنية بحضور الجلسات الخاصة اذا لم يكن هناك تنسيق مسبق معها. فاترك عنك الكلك السياسي والتصور بأن الجمهور أغنام تصدق وتأكل كل ما تلقيه لها.

أعزاءنا

الشيخة أمثال الأحمد مثال رائع للمواطنة الصالحة. فهي ومنذ اكثر من عشرين عام تواصل عملاً تطوعياً دؤوباً في حماية البيئة وتنظيف الشواطئ والمحميات البرية والبحرية، وتحث الشيوخ والمواطنين على العمل التطوعي.
وقد كان لها دور رائع في تشجيع المتطوعين لسد النقص الذي احدثه اضراب الجمارك لمحاصرة الكويت وتهديد امنها الغذائي.
في المقابل نجد أكثر من متردية في الخلق ونطيحة في الرأي يحارب ما تفعله أم ماجد لاجل الكويت!.
ولا نعلم إن كانت هذه القباحة كرهاً وحقداً على أم ماجد ام كرهاً وحقداً على الكويت؟!
ويا أم ماجد أهل الكويت يقدرون عطاءاتك وتفانيك لأجل وطنك. أما غيرهم فلا تبالي به.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.