الآن بعدما أحس بعض من كان في الأغلبية بأن المركب بدأ يغرق شرع في التبرؤ مما جرى خلال أربعة أشهر مضت أدارت فيها تلك الأغلبية ظهرها للحراك الشبابي وأخذ يصرخ متعهدا بتنفيذ تلك المطالب بشرط إعادة انتخابه مرة أخرى، لكننا نقول لكم إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فما دمتم تنكرتم لمطالب الشباب ومشروع الإصلاح فسنبحث عن غيركم.
ما يسمى كتلة العدالة هي كتلة تكره الديمقراطية وتتمنى زوالها وهي التي رفضت إلا أن تضع في بيان الأغلبية مفردة شورى وشطب كلمة الديمقراطية مع أن أعضاءها يلهثون نحو الكرسي وكأنما هو مفتاح الوصول إلى الجنة تبرأت الآن من كل شيء، فهم لا يريدون أحزاباً ولا إمارة دستورية ولا تعديلات دستورية ولا أستبعد غدا إذا سألتهم عن النائبين أحمد السعدون ومسلم البراك أن يقولوا لك
لم نسمع بهما.
هناك من الأغلبية من يستحق الصوت استنادا إلى تاريخه السياسي وعمله وجهده طوال السنوات الماضية، وهناك أيضا مرشحون بعضهم جديد وبعضهم قديم لم يخترقوا القانون ولم يشاركوا في الانتخابات الفرعية المجرّمة قانونا ولم يشتروا أصوات الناخبين ولم يستخدموا الطائفية والقبلية والعائلية للوصول إلى البرلمان يستحقون التصويت، أما من شارك في التجاوز على القانون بأي صيغة من تلك الصيغة فلا يستحق الصوت ولا تعطوه إياه. نحن الآن أمام فرصة ذهبية لإعادة النظر في الدوائر الانتخابية حتى نضمن العدالة وتكافؤ الفرص بين المواطنين من خلال الدائرة الواحدة والصوت الواحد وهذا هو الخيار الأول وإذا بحثنا عن خيار آخر فليكن عشر دوائر وصوتاً واحداً أيضا لأن الصوتين مدعاة للانتخابات الفرعية ولشراء الأصوات وللتبادل وهي أمراض تعاني منها العملية الانتخابية في بلادنا وجزء كبير من مشاكل البرلمان ينتج عنها.
لن نصوت لكم يا أغلبية «التلزيق» فقد حصلتم على الفترة الكافية لتجربتكم رغم صمتنا ونعترف الآن بخطئنا في ذلك على ضم بعضكم ممن شارك في الانتخابات الفرعية، ووصلنا لمعلومات مؤكدة على شرائه للأصوات بالإضافة إلى استخدامه للطائفية والقبلية والمناطقية بشكل علني وسنبحث عمن يحترم العهود والمواثيق، فالشباب لن ينخدعوا مرة أخرى، فبيانهم واضح، من يشارك في الانتخابات الفرعية لن يحصل على صوت، ومن يرفض التوقيع على ميثاق الإصلاح لن يحصل على صوت، ومن يستخدم الطائفية للوصول إلى البرلمان لن يحصل على صوت.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق