فاطمة حسين: زين أشوة زين

هو تعبير مغرق بكويتيته. سمعت هذا الاسبوع مرات بعدد الايام والساعات ردا على اجابتي عن موقع اصابتي بكسر يدي هل هو باليمنى أو اليسرى؟ وكلما سمع سائلي كلمة (اليسرى) قال: (زين أشوه زين) على اعتبار بأن الاغلب ممن بيننا يستخدم اليد اليمنى، ولذا، فأي تعطل لها قد يعرقل مسار العمل وخاصة للمهتمين بالكتابة من امثالي.
لكن ذاك القول قد فتح امامي نافذة جديدة جعلتني ألحظ واعدد كم اهدانا الله تعالى بزوجين من كثير من اعضاء الجسم كاليدين والرجلين وكذلك العينين والاذنين… الخ وكم من زماننا عشناه نعدد مكاسبنا من الاستخدام لتلك الاعضاء فرادا أو ازواجا… وفي منتصف هذا الحلم – وفجأة – تنفتح عيني ويستيقظ احساسي بوجود ممر واصل أو مجرى وهمي للعون المباشر يربط كل تلك الاطراف بعضها ببعض لا نفتقده الا حين يتوقف نتيجة حدوث خلل في أي طرف توأم… وهذا بالضبط ما يحدث لي هذه الساعة وانا احاول الكتابة باحثة عن (المعين) الذي اعتدت عليه حتى يضع الورق في الاتجاه الصحيح للكتابة.
لكنه الخالق عز وجل الذي قدر لي امرا ولطف بي وجعلني استرجع كل حركة تشترك فيها تلك التوائم بعيدا بعيدا الى ايام الطفولة ولعبة (الحجلة) أو (الحيّلة) – كما نسميها – وهي عبارة عن مربعات مرسومة على الارض نقفز ما بينها دون لمس أسوارها حتى الوصول الى نهاية المطاف.
عندها تذكرت اننا كنا فعلا نقفز على قدم واحدة لكن الاخرى كانت تثني نفسها للمحافظة على التوازن.
اظنني قد اثبت شطارتي بهذه الوقعة بناء على كلام اخوتنا المصريين (ما يوقع إلا الشاطر).
٭٭٭

نعم.. هو رمضان… على الأبواب

نتوقع هلاله بمحبة وبهجة لأنه ضيف عزيز يحاول في كل عام ان يهدينا سواء السبيل بأنفسنا وأوطاننا ويودعنا للعيد منكسا رأسه قائلا ما يتعلمون!!! ما طلبت منهم سوى الاستقامة… ماكو فايدة ما يتعلمون!!!
ترى ما «الاستقامة» التي يطلبها رمضان منا؟؟؟
أراها – شخصيا – في كل ما يحفظ للانسان صحته التي هي كنز ائتمنه الرحمن عليها، فيحافظ على محيطه الذي يتنفس فيه واهله ويحفظ وطنه الذي يجمعه بكل من يحيط به.
بالعلم والعلم وحده مثلما عرفنا ديننا الحنيف به لابد ان نتعرف على الدنيا به كذلك في متابعة كل المتغيرات من حولنا وتجسيدها ضمن كل نشاط نقوم به مستذكرين اكثر الامور اهمية وهو ان كل طقوسنا الدينية لها قيمة دنيوية عظيمة على الفرد وعلى الجماعة، فالصلاة مثلا ليست مجرد (رياضة ابدان) ولكنها – كما علمونا صغارا – هي طهارة اردان وتهذيب وجدان.
فكم واحد منا يمارس عملية تهذيب الوجدان ما بين صلواته وهو الخلق الخاص والعام من جذوره الى قممه باللسان والعين واليد في الهدوء وفي الحركة مع الوحدة ومع الجموع؟؟؟
اظن انه آن الأوان لنتقي الله ونحن نمارس خمساً من الصلوات اليومية على الاقل تحتوي على واحد وعشرين ركعة من التذلل وطلب الرحمة ونترك للنفس ان تعيث في الارض فسادا دون ذرة من احترام لأي قوانين أو قواعد عامة سُنّت للاعانة على الاستقامة.
رمضان يوشك ان يقرع الابواب وسنمطره بالوعود والعهود للاستقامة – كما هو عهدنا في كل عام – سوف نقلع عن التدخين سوف نهجر السكريات القاتلة سوف نحترم قوانين وقواعد المراكز والطرق العامة لكن بونا شاسعا يأتي بيننا وبين الصدق مع انفسنا ومع الآخرين ومع من هو اهم واكبر رب العزة والجلال.. ونعود من حيث اتينا متناسين بأن الاستقامة هي حماية النفس للخروج من الزمرة (الذين لا يكون لهم من صيامهم الا الجوع والعطش).
وهكذا يتركنا الشهر الفضيل عابسا في وجوهنا ولكنه يحاول العودة بعد عام ليعيد الكرة لعل بيننا من يعتبر!!!
اللهم احمنا من عبث الالتهام اللا محدود للدهون والسكاكر وارحمنا بصيانة الالسنة والنوايا والظنون من الضلال.

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.