عند كل حدث عظيم تتناقله وكالات الأنباء والتلفزات والمطبوعات كان أحد الأصدقاء يردد عبارته الأثيرة «انظر تحت الطاولة»، ففي حال اندلاع نزاع بين دولتين أو توقيع اتفاقية سلام لا يكتفي صاحبنا بما يجري أمام أنظار العالمين وما يقوله المحللون السياسيون بل يبحث عن المصالح التي تحققها الحروب أو اتفاقيات السلام لهذه الدولة أو تلك، فهو من المؤمنين بأن الاقتصاد هو المحرك الأول للأحداث في العالم.
احتلت البرتغال الهند بزعم نشر المسيحية وأوهمت شعبها بأن سيطرتها على البحار البعيدة إنما امتثال لإرادة الله، أما الهدف الحقيقي للغزو فكان السيطرة على مملكة التوابل وجني الأرباح للتخلص من المتاعب المالية، فلم يكن الانجيل مسؤولا عن الحروب بل هو «الفلفل» والمصالح التجارية.
ومثل البرتغال وقبلها وبعدها فعلت العديد من الدول الاستعمارية حيث المبررات الموضوعة فوق الطاولة لا تشبه تلك التي تحتها.
في كل قضية دولية كانت أو محلية ثمة «فلفل» حرّاق وشهيّ مخبوء تحت الطاولة بصرف النظر عن الشعارات المثالية المرفوعة أو الحكي الكبير الذي يتردد عبر الميكروفونات.
ويبقى الاختلاف بين القضايا ليس في نوعيتها فقط، بل في كمية حصيد الفلفل أو المصلحة التي تتحقق نتيجة الجلوس على الطاولة سواء كان هذا الجلوس لتوقيع اتفاقية سلام أو للتوقيع على قرار حرب.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق