حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اوهام التفوق العسكري على روسيا” وشدد ان بلاده تملك من القوة ما يكفي لعدم السماح بذلك.
وقال بوتين في خطابه السنوي امام البرلمان الروسي “يجب الا تساور احدا الاوهام بامكانية تحقيق التفوق العسكري على روسيا” مضيفا “لن نسمح بذلك ابدا وسنرد على جميع هذه التحديات السياسية والتكنولوجية”.
ولفت الرئيس بوتين النظر الى ان بلاده تتابع عن كثب زيادة القدرات العسكرية لدى الدول الاخرى وظهور منظومات تسلح جديدة موضحا ان روسيا تملك من القدرات ما يكفي للتعامل مع هذه المخاطر والتحديات.
واعرب عن القلق حيال ظهور منظومات تسلح جديدة لدى الدول الاخرى مثل القنابل النووية المحدودة والصواريخ التدميرية غير النووية والمنظومات الصاروخية المفاجئة وبعيدة المدى.
واعتبر ان هذه التوجهات تشكل خطرا على الامن الاقليمي والدولي محذرا من ان منظومات التسلح العصرية غير النووية والتوجه لاقامة درع صاروخية تهدد بالغاء جميع الاتفاقيات والمعاهدات في مجال تقليص الاسلحة الهجومية الاستراتيجية.
واكد الرئيس بوتين ان العقيدة العسكرية الروسية والقدرات المتوافرة ومنظومات التسلح العصرية التي يتم تزويد القوات المسلحة الروسية بها قادرة على ضمان امن روسيا وسلامتها.
واشار الى ان روسيا قطعت شوطا متقدما في مجال تطوير الاسلحة النووية البرية والبحرية والجوية وستواصل تطوير قدرات الاسطول البحري والطيران الحربي بعيد المدى اضافة الى القدرات الاستخباراتية.
وقال “ان روسيا بصفتها عظمى لا تسعى الى الهيمنة او القيادة الدولية والاقليمية” قائلا “لن نفرض وصايتنا على احد ولا نلقن الدروس لأي طرف كان”.
ولاحظ بوتين في الوقت نفسه ان المسؤولية التاريخية لروسيا تزداد وتتسع ليس فقط بصفتها دولة ضامنة للاستقرار العالمي بل لأنها تدافع دائما عن القيم العليا في العلاقات الدولية.
وشدد على ان روسيا ستعمل على احتلال حيز قيادي من خلال الذود عن القانون الدولي وفرض احترام سيادتها واستقلاليتها وخصوصيتها كدولة لها تاريخ وثقافة عظيمة تستند الى تعايش شعوبها في اطار تجمع واحد.
وأبرز الرئيس الروسي بوتين في خطابه السنوي امام البرلمان اهمية الدور الذي تلعبه منظمة الامم المتحدة في تسوية النزاعات الاقليمية بما في ذلك الازمة السورية .
وقال إن “محاولة فرض انماط من الخارج على بعض الدول ولدت في الاعوام الاخيرة الفوضى والبربرية وسفك الدماء مثلما حدث في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بما في ذلك في سوريا “.
واشار إلى ان المجتمع الدولي وقف على المسار السوري امام خيارين “اما المزيد من التدهور وسيادة قانون الغاب او اتخاذ قرارات مسؤولة بصورة جماعية “.
ووصف بوتين الحيلولة دون حدوث تدخل عسكري خارجي في سوريا بانه “انجاز للجميع” قائلا ان روسيا لعبت دورا هاما في التسوية السورية وتصرفت بشكل مسؤول ومتزن.
ولفت إلى أن روسيا تمكنت من العمل مع شركائها على تحويل مسار الاحداث من المواجهة المسلحة الى محاولة تحقيق التسوية السياسية وكذلك الاتفاق على تدمير مخزون الاسلحة الكيماوية في سوريا وتعزيز نظام عدم انتشار اسلحة الدمار الجماعي .
واوضح ان الازمة السورية عززت دور منظمة الامم المتحدة مؤكدا ضرورة معالجة اي مشكلة دولية بالوسائل السياسية والدبلوماسية دون اللجوء الى الحلول العسكرية التي ترفضها اغلبية دول العالم .
كما لفت بوتين الى تحقيق الخطوة الاولى على طريق معالجة ازمة الملف النووي الايراني داعيا الى ضرورة مواصلة العمل للتوصل الى اتفاق يشمل حق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ويضمن في الوقت نفسه امن جميع دول المنطقة بما فيها اسرائيل.
قم بكتابة اول تعليق