أكد السفير الروسي في الكويت الكسي سولوماتين على متانة العلاقات التي تربط روسيا بالعالم العربي.
واضاف خلال حفل سفارة بلاده بمرور 20 عاما على اقرار الدستور الروسي الجديد مساء امس أن عودة روسيا كقوة مؤثرة في الشرق الأوسط ونجاحها في عدة ملفات كبيرة ودورها في أحداث مصر وسوريا بالتحديد تؤكد كلها نجاح هذا الدستور.
وتابع: نعتز بعلاقتنا المتميزة مع الدول العربية جميعها، وروسيا لديها علاقة عاطفية متميزة مع العالم العربي كله، فهي لم تحتل ولا بلد عربي واحد ووقفت دائما في صف القضايا العربية.
واضاف كما أن روسيا كانت تعاني بعد سقوط الشيوعية من ضعف ومشاكل كثيرة، إلا أنها استطاعت أن تتجاوز تلك العقبات خاصة بعد تسلم الرئيس بوتين السلطة والذي أثبت قدرته ونجاحه في تقوية الموقف الروسي وإعادة مكانتها في المنطقة.
لافتا أن الرئيس بوتين طرح فكرة يوافقه عليها الشعب الروسي أيضا وهي أن استقرار روسيا ونجاحها يرتبط بشدة بأمن واستقرار المنطقة ككل وخاصة العالم العربي الذي هو قريب من روسيا.
وعن الدستور الروسي الجديد قال سولوماتين أنه بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وتحول روسيا الاتحادية من الشيوعية إلى النظام الحالي الجديد كان هناك حاجة لوجود دستور جديد يعبر عن المرحلة الجديدة، موكدا أن هذا الدستور جيد ويتضمن مبادئ مهمة للدفاع عن حقوق الانسان والحريات وتأكيد على مختلف الحقوق في شتى المجالات.
وأضاف بأن نجاحات روسيا خلال السنوات الماضية تثبت بوضوح نجاح هذا الدستور ومواكبته متطلبات العصر.
وحول البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي 34 وتضمنه العديد من النقاط حول الوضع في سوريا، قال السفير الروسي سولوماتين بأننا سعداء بهذا البيان الذي يتوافق مع دعوات روسيا التي طالبت منذ البداية بضرورة خروج كل التنظيمات بما فيها حزب الله والأفراد المقاتلين الآخرين من سوريا لأن ذلك من شأنه الحد من العنف.
واردف بأن روسيا مع الحل السلمي منذ البداية وقلنا صراحة أن الحل السملي يأتي على ضوء جنيف 1 والآن نكرر نفس الكلام الذي ينسجم مع ما جاء في دعوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي تشجع على المشاركة في جنيف 2 ، وانتقد سولوماتين ما جاء في خطاب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا فيما يتعلق بوضع شروط مسبقة قبل الذهاب لجنيف 2 قائلا بأن وضع الشروط المسبقة لا يخدم العملية السلمية والمطلوب هو الذهاب والمشاركة ومناقشة كل المواضيع على طاولة الحوار، خاصة وأن الشعب السوري المعني بالأمر منقسم حول تلك الشروط.
وحول مشاركة روسيا في مؤتمر المانحين الثاني الذي ستنظمه الكويت في يناير القادم قال سولوماتين أعتقد سنشارك كما شاركنا في المؤتمر الأول، وأشير إلى أن المساعدات الروسية للشعب السوري لم تتوقف منذ عام ونصف ولمناطق مختلفة بما فيها مناطق اللاجئين السوريين في لبنان والأردن ، ونحن مستمرين في ذلك ومؤخرا قدمت روسيا 4 مليارات دولار لصناديق مختلفة معنية بالمساعدات الإنسانية للشعب السوري.
وفيما يخص عدم دعوة دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في جنيف 2 قال سولوماتين بأن روسيا تحث جميع الدول الكبرى والتي لها تأثير في صنع القرار للمشاركة في هذه المفاوضات، وأوضح أن مؤتمر جنيف 2 يتم تحت مظلة الأمم المتحدة وهي التي ترسل الدعوات، وقال بأن روسيا كانت تصر على مشاركة السعودية وإيران بالذات كون لهما تأثير كبير في الأوضاع.
وفي رده على سؤال حول ما يطرح من حديث عن تقارب سعودي روسي قال سولوماتين بأننا نحب هذا التقارب ونسعى إليه ونعمل على تطوير علاقاتنا دائما بالعالم العربي ككل ودول مجلس التعاون بالتأكيد في شتى المجالات.
ونفى أن يكون ذلك مقابلا للتقارب الأميركي الإيراني قائلا بأن علاقتنا بالولايات المتحدة تقوم على التعاون والأمريكان شركاؤنا في حل كثير من المشاكل ويهمنا أن تستمر هذه الشراكة، وهذا مهم ليس بالنسبة لنا فحسب، وإنما للعالم أجمع.
قم بكتابة اول تعليق