حسن عباس: يا شباب: فاقده لا يعطيه

التحرك الشبابي بلا شك له تأثيره على مجريات الاحداث الداخلية. منذ ان استطاعت حركة نبيها خمس تغيير الواقع السياسي والدوائر الخمس والعشرين، صار النظر للشباب ولوعيهم السياسي شأنا مختلفا لدى عامة النخب السياسية بالدولة.
لكن مع الاسف اقول ما زالت قادرة، لكنها لم تمارس فعليا عملها ودورها وتأثيرها الحقيقي بعد تغيير الدوائر. القوى الشبابية بالفعل مؤثرة لحد بعيد، خصوصا على الكتل النيابية، لكنها برغم ذلك لم تُفعّل دورها بشكل اكثر وضوحا وبروزا وظلت هادئة لا يخرج حراكها عن نطاق البيانات لا اكثر.
اقصى ما فعلته المجاميع هو تغييرها للدوائر، ثم سريعا انكفأت وحصرت دورها فقط بدعم نواب الغالبية وتركتهم يعبثون بالواقع السياسي من دون أي اثر للمطالبات الاصلاحية الحقيقية التي ترسخ مفهوم المواطنة والدولة المدنية والدستورية. لكن وعلى العكس، فما فعلته هذه الغالبية وبعد ان استفادت من ظهر الشباب هو الانتقام لنفسها وللمزيد من شق وحدة الصف والنيل من الدستور ولانتهاك مبدأ فصل السلطات والسعي لتأصيل الفكر الواحد وفرض الرأي وارهاب الناس وحظر تعدد الاراء واقصاء شركاء الوطن والزحف على مؤسسات الدولة!
ممارسة الشباب لدورهم في بناء النظام الدستوري غاية في الاهمية، فهم من يقع اليوم عليهم دور تحمل مشاق السير بالمركب نحو شاطئ الامان وعدم تركها بيد اولئك الفوضويين الذين سجلوا في تاريخ مجلس الامة جميع انواع الانتهاكات غير المسبوقة بدءا بالشتم والاقصاء والانتقام والجور بالخصومة لدرجة انهم صاروا الجاني والقاضي وخرق الدستور والقوانين واللائحة ووصولا الى السب والشتم، التعارك والضرب بالايادي!
يناط بالشباب ان يعوا مساوئ هذه الغالبية الفاشلة وينتبهوا الى الدمار الذي احدثوه في القطاعين الاجتماعي والتربوي بالبلد، بالضبط كالدمار الذي احدثته الحكومة ومن معها من النواب الموالين في الجانبين الاقتصادي والسياسي. عليكم ان تراقبوا وتحاسبوا الجميع، بل وعليكم ان تعاقبوا هذه الغالبية التي تمصلحت من ورائكم ولم تقدم شيئاً سوى مصالحها الانتخابية.

hasabba@gmail.com

المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.