الندوة التطبيقية لمسرحية “امرأة لا تريد أن تموت”

استهلت فرقة مسرح الخليج العربي أولى عروض مهرجان الكويت المسرحي الرابع عشر بعرض مسرحية «امرأة لا تريد أن تموت» تأليف: سليمان الحزامي، إخراج: ناصر الدوب، وأعقب العرض ندوة تطبيقية في قاعة الندوات بمسرح الدسمة وسط حضور كبير من الجمهور وضيوف المهرجان تقدمهم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، وأدار الندوة الإعلامية أمل عبدالله وعقب على العرض د. سيد خاطر الأستاذ بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى المؤلف سليمان الحزامي والمخرج ناصر الدوب.

استهلت الحديث عريفة الندوة بالترحيب بالحضور والثناء على الدور الكبير الذي يقوم به المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في قيادة نشر الثقافة والفنون في الكويت وما يقدمه من دعم وجهد كان آخره في معرض الكتاب.

من جهته، عقب د. سيد خاطر على عرض «امرأة لا تريد أن تموت» بقوله: إن هذا العرض قد يحلله البعض على أنه ينتمي إلى مسرح العبس أو ينتمي إلى المسرح الذهني الذي أسسه توفيق الحكيم، حيث تتصارع الأفكار لكنه قد جمع بين الحسنيين، لاسيما بعدما قرأت النص واستمتعت به على المستوى الشعوري والفكري، مشيرا إلى أنه يتسم بتماسك البنيان بما يشير إلى خبرة المؤلف للوصول إلى هدفه المنشود من خلال سلاسة الكتابة والقدرة الفائقة على الخروج من فكرة إلى أخرى حتى الوصول إلى الفكرة الأم.

واعتبر خاطر أن النص يحمل رؤية المواجهة بين الفرد والمجتمع وتصوير الصراع بين القيم الإنسانية الصحيحة للفرد والمجتمع، وقد حاول المخرج أن يجد حلولا إخراجية من خلال إضافة شخصية خامسة صامتة غير موجودة في النص، وجعل المكتب ثلاثة مكاتب وشكل بها تشكيلات حولها إلى نفق وثلاث فتحات على الخشبة لم تستغل إلا في نهاية العرض عند خروج الممثلين، وكذلك حاول أن يجد حلولا لنقل الفتاة بعد وفاتها وأن يلطف من ذهنية النص ببعض الكوميديا، لكنه لم يستطع أن ينجح بدرجة امتياز، لافتا إلى أن المخرج يتحمل تفسير العرض إذا ما وضع في الاعتبار أن الكثير ممن شاهدوا العرض خرجوا والفكرة مازالت مستغلقة لديهم وان هناك غموضا يكتنف المسرحية.

وأضاف خاطر: كنت أتمنى أن ينتقي المخرج نصا أكثر سهولة كمخرج مبتدئ وكذلك لا ينشغل بالتمثيل أثناء إخراجه عملا احترافيا في المهرجان، لافتا إلى أن بقية الممثلين كانوا جيدين لكنه لا يعلم إذا كانوا مستوعبين للأفكار التي يحملها النص التي هي في حقيقة الأمر ليست أشخاصا من لحم ودم إنما أفكار تتصارع للوصول إلى الفكرة الرئيسية.

وشدد على أن عدم استخدام اللغة العربية الصحيحة أثر بشكل كبير على العرض وجعل قيمته الحقيقية لا تصل إلى المتلقي، مما جعل المخرج يظهر على أنه مخرج منفذ لمحاولته التعامل ببساطة مع نص يحمل الكثير من الأفكار، فعلى الرغم من محاولته إضافة شخصية للعرض لتفادي عملية الهبوط إلا أنه لم يكن موفقا بشكل كبير، لذا كان من الأفضل إحالة إخراج هذا النص إلى مخرج متمرس في الإخراج، مشيرا إلى أنه لم يسعد كثيرا بالعرض وكان ينتظر عرضا بمستوى الأفكار التي يحملها النص رغم أن بعض هذه النصوص للقراءة فقط، كما قال توفيق الحكيم، وأخرى للعرض.

وأضاف خاطر أنه رغم أن هذا النص يصلح للعرض، إلا أن الممثلين كانوا متشابهين وبعضهم انشغل في إضحاك الجمهور ولم يهتم بالقيمة الفكرية للنص، ملمحا إلى أن كل ذلك لا يقلل من الجهود من أجل أن يخرج العمل للجمهور.

أما المؤلف سليمان الحزامي فقد أشاد بما يقدمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمسرح، وقال: هذا النص هو نص ذهني عبسي وهو النص الوحيد الذي كتبته في جلسة واحدة منذ 40 عاما، وطالما عرض اليوم (أمس) يعني أن المسرح يظل حيا، وتصدي مخرج شاب لهذا النص مثل ناصر الدوب يعد أمرا جيدا رغم أنه قد يخطئ ويصيب، لكن من خلال متابعتي له منذ البروفة وحتى الآن وجدت أنه اجتهد رغم أنني لم أطلب منه سوى تقليل فترات الصمت في العمل، مشيرا إلى أنه شعر أن الرسالة قد وصلت من خلال العرض.

وأضاف: لقد حضرت العرض مستمعا لأن نظري لم يعد جيدا واستمعت إلى تلوين الصوت وشعرت بأن نبرة الصوت نفسها هي حقيقة ما قصدته في النص.

وقد تحدث العديد من الحضور من بينهم مجد القصص التي أشادت بالنص، وقالت إنه نص عالمي والصورة على المسرح كانت مدهشة والمخرج استطاع أن يضبط إيقاع العرض.

بينما رأى د. سعيد الناجي أن وجود هذا النص منذ 40 عاما يعنى أننا لم نستورد العبس من أوروبا، وأضاف: الأوروبيون يفهمون مسرحنا وما نقدمه بينما نحن مازالت لدينا عقدة النقص، داعيا إلى إعادة النظر في النصوص العربية.

واعتبرت مريم الغامدي أن المخرج مشروع ممثل جيد وأن أخطاء اللغة العربية كانت كثيرة في العرض، بينما أشاد عبدالكريم الجراح بالممثل إبراهيم الشخلي، وقال إن نجاح أي عرض يقاس بالتفاعل بينه وبين الجمهور، في حين أشاد أحمد جاسم بالمؤلف سليمان الحزامي الذي أعطى مخرجا شابا هذا النص، داعيا شيوخ المسرح في الخليج إلى الثقة في الشباب.

وقال د. عزيز خيوم إن التجارب المتقدمة تأتي من نصوص صعبة ونص اليوم كان صعبا إلا أن الشباب قدموه بشكل جيد، في حين اعتبر الناقد يوسف الحمدان أن النص فيه إشكاليات كبيرة والإخراج لم يستطع طرح فلسفة النص، أما زهرة المنصور فقالت إن الهالة التي كانت من المفترض أن تحيط بالأنثى مفقودة وأن العرض به رسائل مفهومة وغير مفهومة.

أما د. حسام عبدالهادي فدعا المخرج إلى التفاعل والأخذ في الاعتبار كل النقاط التي يتم التطرق إليها من قبل الحاضرين وأن يستفيد من الأخطاء حتى تعيد التجربة بشكل جيد، وألمح إلى ضعف صوت الممثلة أرزة حنا.

فريق المسرحية
تأليف: سليمان الحزامي، إخراج: ناصر الدوب، تمثيل: ناصر الدوب (أسعد)، عبدالعزيز بهبهاني (هاشم)، إبراهيم الشيخلي (جميل)، أرزة حنا (وفا)، عبدالله البصيري، ديكور وأزياء: محمد الربيعان، إضاءة: أيمن عبدالسلام، مؤثرات صوتية: بدر سالمين، مساعد مخرج أول: مناير الفهد، مساعد مخرج: محمد أكبر، مكياج: عبده الطقش، إشراف عام: عبدالعزيز صفر.

 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.