التقرير الأممي: الكيميائي استخدم بخمسة مواقع بسوريا

اكد رئيس فريق الخبراء الذي حقق في “الاستخدام المزعوم” للأسلحة الكيماوية في سوريا آكي سيلستروم في تقريره النهائي الذي نشر الليلة الماضية استخدام الاسلحة الكيماوية بالفعل ضد المدنيين والجنود في المواقع المشتبهة بسوريا.
وقال سيلستروم في تقريره الذي سلمه الى السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الذي بدوره سلمه الى مجلس الامن للاطلاع عليه ان “بعثة الامم المتحدة وجدت ان الاسلحة الكيماوية استخدمت في الصراع الدائر بين الطرفين في سوريا”.

واعرب التقرير المكون من 82 صفحة عن قلق البعثة من البعد الآخر الذي اضافه استخدام الاسلحة المحظورة لاستمرار معاناة الشعب السوري.

وذكر ان البعثة توصلت بعد اجراء التحقيقات في سبعة مواقع الى استخدام الاسلحة الكيماوية بالفعل في موقعين ونفى استخدامها في بقية المواقع بسبب عدم كفاية الادلة.
واوضح التقرير ان البعثة لم تحدد في جميع المواقع المشتبه بها الاطراف التي استخدمت الاسلحة الكيماوية لأن ذلك لم يكن جزءا من ولايتها.

ولفت الى ان الحكومة والمعارضة ألقيا اللوم على بعضهما باستخدام الاسلحة الكيماوية خلال ثلاث سنوات تقريبا من الحرب الاهلية التي اودت بحياة نحو 120 ألف شخص.

وحول اول موقع (الغوطة) ذكر التقرير ان البعثة كررت نتائجها السابقة في شهر سبتمبر الماضي بأنها جمعت ادلة واضحة ومقنعة باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد المدنيين بمن فيهم الاطفال على نطاق واسع نسبيا في تلك المنطقة في ال21 من شهر اغسطس الماضي حيث اتهمت القوى الغربية دمشق بذلك.

واشار الى ان البعثة وجدت ان الصواريخ القادرة على حمل حمولة كيماوية احتوت على غاز (السارين) على مقربة من المواقع المستهدفة الملوثة به.

واكد التقرير ان عددا من الناجين شخصت حالتهم بالتسمم بمركب فسفوري عضوي حيث احتوت عينات الدم والبول على غاز (السارين).
وبين ان الحادث الذي وقع في (حي الغوطة) دفع الولايات المتحدة الى تهديد سوريا بضربة عسكرية فردت دمشق بسرعة باعترافها بامتلاك مثل هذه الاسلحة وانضمت الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية وفتحت ابوابها لبعثة مشتركة من قبل منظمة حظر الاسلحة الكيماوية والامم المتحدة للاشراف على القضاء على جميع اسلحتها الكيماوية بحلول منتصف عام 2014.

وبالنسبة للموقع الثاني (خان العسل) الذي اتهمت دمشق المعارضة باستخدام الاسلحة الكيماوية ضد جنودها والمدنيين في ال19 من شهر مارس الماضي قال التقرير ان “البعثة جمعت معلومات موثوق بها تعزز هذه المزاعم”.

واضاف ان “انتشار الاسلحة الكيماوية في الموقع المزعوم لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل في ظل غياب المعلومات الاساسية حول انظمة التسليم والعينات البيئية والطبية الحيوية التي تم جمعها وتحليلها في اطار سلسلة التحقيقات”.

واوضح التقرير ان العينات التي جمعت من الناجين الذي تعرضوا للهجوم في هذا الموقع تؤكد تسممهم بمركب فسفوري عضوي.
ولفت الى ان الاطراف المتحاربة في سوريا لم تنف استخدام الاسلحة الكيماوية في (خان العسل) حيث اشار تقييم المعلومات المقدمة من قبل الحكومة السورية والحكومات الفرنسية والروسية والبريطانية والامريكية الى استخدام الاسلحة الكيماوية في (خان العسل).

وقال التقرير ان البعثة جمعت ادلة عن استخدام محتمل للاسلحة الكيماوية على نطاق ضيق ضد المدنيين في حي (جوبر) في ال24 من شهر اغسطس ومدينة (سراقب) في ال29 من شهر ابريل الماضي وضد الجنود في مدينة (اشرفية صحنايا) في ال25 من شهر اغسطس الماضي الا انها لا تستطيع تحديد الصلة بين الضحايا والاحداث والمواقع المزعومة في ظل غياب المعلومات الاولية حول نظام التسليم والعينات البيئية التي تم جمعها وتحليلها في اطار سلسلة من التحقيقات.

وبالنسبة لموقعي (بحرية) الذي تعرض لهجوم في ال22 من شهر اغسطس الماضي و(الشيخ مقصود) في ال13 من شهر ابريل الماضي قال التقرير ان “البعثة لا يمكنها اثبات الادعاء باستخدام الاسلحة الكيماوية في ظل غياب اي عينات دم ايجابية”.

ومن المقرر ان يطلع بان كي مون الجمعية العامة الليلة على التقرير ثم ستعقد رئيسة شؤون نزع الاسلحة في الامم المتحدة أنجيلا كين ورئيس الفريق سيلستروم وقادة الفريق وسكوت كيرنز من منظمة حظر الاسلحة الكيماوية وماوريتسيو باربيشي من منظمة الصحة العالمية مؤتمرا صحفيا بعد ذلك.

من جهته اشاد بان كي مون بجهود الفريق وكفاءته المهنية رغم المخاطر التي واجهها.

وحذر من ان استخدام الاسلحة الكيماوية يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي واهانة للانسانية المشتركة مشددا على ضرورة القضاء على هذه الاسلحة الفظيعة ليس فقط في سوريا بل في كل مكان في العالم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.