اللغو الكثير وما تتناقله الألسنة هذه الأيام وما تطير به وسائل البث الإلكتروني من أخبار عن أحداث سوف تشهدها الكويت في مقبل الأيام القليلة، وما يقابلها من ردود فعل، يعمّق الجروح في صدورنا ـ فعلاً ـ ويزيدنا خوفا وهلعا، لا ممّا سيحدث ولكن من جرأة البعض وتهوّرهم في تشكيل ردّات فعل، هي في الأساس لا مكان لها لأنهم وبمنتهى البساطة لا مكان لهم ولا شأن فيما سيحدث – إن حدث -.
في هذا الوقت بالذات يجب أن ترتفع الروح الوطنية والقيمة الوطنية لدى الجميع وبالذات لدى العاملين في الحقل السياسي، حيث بتنا نرى ما حدث ويحدث في كثير من البلدان العربية، وما سبّبه من حسرات وآهات على بلدان كانت هادئة مستقرة آمنة مطمئنة، حتى جاءها الطوفان فجرف الكثير من القيم والثوابت فضاع الوطن في زحمة الشعارات وباتت المجاهرة بعداء الوطن، قيمة وطنية يتفاخر البعض بها.
إن كان لبعض أولئك الآخرين من سبب لفعل ما فعلوا ولما ارتكبوه في حق أوطانهم، فلست أرى لدى أي من الكويتيين من أيّ فئة أو ملّة أو محتد أو مشرب، سببا واحدا أو مبرّرا واحدا لأخذ ما حدث في تلك البلدان نموذجا يحتذيه أو مثلا يرقى إليه، بقدر ما يتعيّن عليه تجنيب نفسه وبلاده وشعبه مخاطر ما حدث في تلك البلدان.
إن الشأن السامي في البلاد ليس من شأن الشارع – من نخبة أو من عوام الناس – فثمة ترتيبات دستورية وإجراءات تنظم مثل هذه الأمور.
ويجب ألّا تأخذنا الغفلة والسذاجة وحسن النيّة فيمن يتحرك بقصد إثارة الغبار وزعزعة الأوضاع، فننجرف أو ينجرف البعض ممن ينطلي عليهم معسول الكلام وراء أصحاب تلك النوايا المخفية في قلوب سوداء، غير مدركين ولا مستبينين ما تخفيه صدورهم.
وعداء البعض للوطن بات علنيا بل ومحل فخر لهم عند المتحلّقين حولهم من فاغري الأفواه والمشدوهين والمصفقين لكل ناعق بالباطل يطليه بحلاوة اللسان.
الحكيم من اتّعظ بغيره، فهل أنتم متّعظون؟!
katebkom@gmail.com
قم بكتابة اول تعليق