سمو الأمير: النظام السوري مطالب بتحقيق مطالب شعبه

أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال كلمة له في مؤتمر القمة للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا على أن الجميع مطالب التعاون والتكاتف لمواجهة آثار الأزمة الاقتصادية، مؤكدا على أن النظام السوري مطالب بتحقيق مطالب شعبه حتى لا تنزلق سوريا في أتون حرب أهلية سيكون الخاسر الأكبر فيها الشعب السوري من أرواح أبنائه وممتلكاتهم.
في ما يلي النص الكامل لكلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في مؤتمر القمة للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا خلال الفترة من 14 الى 16 يوليو 2012.

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الرئيس د. بوني ياي – رئيس جمهورية بنين رئيس الدورة الحالية لقمة الاتحاد الأفريقي سعادة جان بينغ – رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي

معالي الدكتور نبيل العربي – الأمين العام لجامعة الدول العربية

سعادة جان ايلاسون — نائب الأمين العام للأمم المتحدة

أصحاب الفخامة أصحاب المعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لكم جميعا على دعوتنا لحضور هذه القمة الهامة وما تمثله لنا من سعادة واعتزاز والتي تنعقد في القارة الأفريقية تلك القارة التي لعبت وتلعب دورا حيويا مؤثرا على صعيد العالم والتي تتابعها شعوبكم كما نتابعها نحن بتطلعات ملؤها الأمل بمستقبل يسوده الاستقرار والرخاء ورغد العيش كما يسرني أن أجزل الشكر إلى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية الصديقة قيادة وحكومة وشعبا على ما أحاطونا به من حسن وفادة وكرم ضيافة.

نجتمع اليوم في هذه العاصمة العريقة مستذكرين بكل التقدير والامتنان موقف دول القارة الأفريقية المساند للحق الكويتي إبان الغزو العراقي الغاشم لبلدي الكويت وهو موقف ينسجم مع ما سطره الأخوة في القارة الأفريقية من صور رائعة في تاريخ نضالهم ضد الظلم والاستبداد لقد عكست دولكم عبر تلك المواقف الرائعة عمق الروابط بين دولنا ووحدة المصير الذي يربطنا والمبادئ والأعراف التي تجمعنا الأمر الذي يحتم علينا العمل على كل ما من شأنه الارتقاء بعلاقاتنا وشراكتنا إلى المستوى المنشود الذي يتناسب وتلك المواقف.

أصحاب الفخامة تنعقد هذه القمة لتقدموا للعالم أجمع دليلا ساطعا على حيوية اتحادكم وتفاعله مع التطورات والأحداث الجارية في عالمنا المعاصر وإسهامه الفعال مع دول العالم في وضع التصورات والخطوات الكفيلة بمواجهة التحديات التي تواجهنا جميعا وما الاستمرار في عقد هذه القمم وانتظام دوريتها إلا هو تأكيد على حرص قادتها على التفاعل والتصدي لمشكلات أبناء القارة برسم خطط تنموية طموحة تهدف إلى الارتقاء بهم وتحقيق طموحاتهم المشروعة وتجسد الحكمة والرؤية الثاقبة لقادة هذا الاتحاد.

إن الظروف والمتغيرات الهامة التي تنعقد قمتكم في ظلها تتطلب مضاعفة الجهود والعمل الجماعي الجاد لمواجهة آثارها ومعالجة نتائجها الأمر الذي يؤكد أهمية إيجاد السبل الكفيلة بتعزيز الأمن والاستقرار في دولنا والعمل بإخلاص على تعزيز التنمية فيها وخلق فرص عمل لشعوبنا بما يكفل الحياة الكريمة لهم ولا شك بأننا ندرك جميعا جسامة الأزمة الاقتصادية التي لا زالت تعصف في العالم بأسره ولم تتمكن أي من الدول من تجنب تداعياتها.

إننا مطالبون بالعمل سويا والتكاتف لمواجهة آثار تلك الأزمة والنأي باقتصادياتنا عن نتائجها.

أصحاب الفخامة لقد حقق الاتحاد الأفريقي عبر السنوات الماضية انجازات عدة في مسيرته لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الرؤى المشتركة والتوافق حولها لا سيما في بناء القدرات الذاتية للقوى البشرية لكي تمتلك زمام المبادرة في استغلال الثروات الطبيعية التي تزخر بها قارتكم ولا شك بأن تعزيز التجارة البينية الأفريقية انطلاقا من التنوع في مصادر الثروات الطبيعية في القارة يشكل قوة اقتصادية كبيرة فرضت تحول تعامل العالم مع القارة الأفريقية من الاستغلال للثروات إلى شراكة إستراتيجية في كافة المجالات وفي هذا السياق أود أن أشير إلى أن دولة الكويت قد أدركت أهمية التنمية والتعاون لما فيه صالح الشعوب فأنشأت الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي امتد نشاطه إلى ثمانية وأربعين دولة في الاتحاد الأفريقي من أصل خمسين دولة عضو في الاتحاد وساهم في تمويل عدة مشاريع في قطاعات مختلفة منها الزراعة والنقل والطاقة والمياه والصرف الصحي والصحة والتعليم وغيرها حيث بلغ إجمالي الصرف على تلك الأنشطة ما يفوق 4ر6 مليار دولار أمريكي إضافة إلى المساعدات والمنح الكويتية إلى دول الاتحاد والتي تقدر بحوالي مئة وعشرين مليون دولار أمريكي لبناء القدرات الذاتية لدول الاتحاد.

كما شارك الصندوق في مبادرة البنك وصندوق النقد الدوليين عام 1996م لتخفيف عبء المديونية عن 24 دولة من دول الاتحاد.

كما أطلقت دولة الكويت مبادرة بإنشاء صندوق الحياة الكريمة برأسمال قدره مئة مليون دولار أمريكي بهدف مساعدة الدول على مواجهة متطلباتها الأساسية في ظل الصعوبات التي أفرزتها أزمة الغذاء العالمي التي نشبت عامي 2007م و 2008م وأعقبتها الأزمة المالية في أواخر عام 2008م كما ساهمت دولة الكويت في الكثير من الصناديق التي أنشئت في قارة أفريقيا لمكافحة الجوع والفقر بمبالغ تتجاوز الثلاثمئة مليون دولار أمريكي والتزمت أيضا بمبلغ خمسمئة مليون دولار أمريكي في مؤتمر المانحين لشرق السودان.

أصحاب الفخامة تابعنا باهتمام بالغ اختيار الأشقاء في مصر لرئيس الجمهورية في ممارسة ديمقراطية راقية تعكس ثقافة المجتمع المصري وحضارته ونبارك لفخامة الأخ محمد مرسي حصوله على ثقة الشعب المصري.

كما أننا نتابع بارتياح التطورات الإيجابية التي تحققت في كل من تونس وليبيا الشقيقتين متمنين لقيادتي البلدين كل التوفيق والسداد في مساعيهما نحو تحقيق تطلعات شعبيهما الشقيقين.

إن الوضع في الصومال يحتاج منا جميعا العمل وتضافر الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار ليعود الصومال عضوا فاعلا في المحيط العربي والأفريقي والدولي.

أصحاب الفخامة إن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بالضغط على إسرائيل لحملها على وقف الاستيطان وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما يمَّكن من قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والمبادرة العربية.

أما في ما يخص الأوضاع في سوريا فإن النظام هناك مطالب بتحقيق مطالب شعبه وتنفيذ مبادرة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان بنقاطها الست حقنا لدماء الأشقاء وحفاظا على سوريا من الانزلاق في أتون حرب أهلية سيكون الخاسر الأكبر فيها الشعب السوري من أرواح أبنائه وممتلكاتهم.

أصحاب الفخامة إن سعينا للحصول على العضوية بصفة مراقب في الاتحاد الأفريقي والتي وفقنا بفضل من الله ثم بدعمكم المشكور في الحصول عليها ما هو إلا دليل على إدراك دولة الكويت لأهمية قارة أفريقيا السياسية والاقتصادية والثقافية.

إننا نتطلع بشغف كبير للالتقاء بكم على أرض دولة الكويت العام المقبل في دورة جديدة من عملنا العربي الأفريقي المشترك عبر القمة العربية الأفريقية التي بدأت ورش العمل في بلادي التحضير لها مبكرا إدراكا منا لأهمية العمل المشترك بين دولنا وتفهمنا لجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقنا ولضمان تحقيق ما نتطلع إليه من نتائج.

أصحاب الفخامة لقد تابعت بإعجاب مراحل إنجاز المقر الجديد للاتحاد الأفريقي في العاصمة أديس أبابا والذي يعد تحفة معمارية وتم الانتهاء من تشييده بداية العام الجاري ومساهمة من دولة الكويت في تجهيز هذا الصرح ليكون حاضرا للعمل فإنني أعلن عن تبرع دولة الكويت بتكاليف تجهيز مقر المفوضية العامة للاتحاد الأفريقي بكافة مستلزماته.

فخامة الأخ الرئيس أصحاب الفخامة في الختام نتمنى لأعمال قمتكم كل التوفيق والسداد بما يحقق ما تصبون إليه من آمال وتطلعات ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.