الندوة التطبيقية لمسرحية “عنق الزجاجة” لفرقة المعهد العالى للفنون المسرحية

قدمت فرقة المعهد العالى للفنون المسرحية عرض “عنق الزجاجة” للمخرج الدكتور موسى آرتى وتأليف سليمان آرتى فى أولى تجاربه وقام باعداد النص عدنان فرزات وأعقب العرض ندوة تطبيقية شارك فيها بالحضور نخبة كبيرة من المسرحيين والأكاديميين وأدارها على عليان بحضور المخرج موسى آرتى والمؤلف سليمان آرتى والمعقب الرئيسى جان قسيس من الجمهورية اللبنانية والذى جاء فى تعريف عليان له بأنه نقيب الفنانين بلبنان وممثل وشاعر وأديب حيث اشار قسيس فى بداية تعقيبه أنه عندما قرأ نص “عنق الزجاجة” للمرة الاولى لم يجد نفسه أمام نصا مسرحيا بل أمام قصيدة مسرحية جميلة الملامح وتفاعل معها فى مساحة جغرافية وانسانية عبر الانسياب الشعرى لافتا الى أن هذا الاحساس كان خاصا بالقراءة الاولى لكن المنطق النقدى حدا به الى قراءة أخرى للبحث عن ملاحظات نقدية يكون فى كشفها لنا جميعا فائدة وإضاءة على مواطن الضعف حتى نتعلم منها.

وأضاف قسيس أن المؤلف سليمان آرتى قدم لنا خمسة شخصيات نوعية من سكان المدينة هم أطراف المعاناة مشيرا الى أن الحدث جاء فى سياق خلا من تصاعدية لافتة تدخلنا نحن المشاهدين الى عمق المعاناة وقلب الحدث وقال قسيس أن القصة مدينة أحرقت وهرب منها أهلها وأن الجميع مسؤولون عما حدث.

ولفت قسيس الى وجود تباين فى المواقف ضاربا المثل حين يقول المثقف لرجل السلطة إنها شمس الحرية ستحرقك أنت ومن معك فى حين أنه لم يكن قد تعرف بعد على شخصية الديكتاتور كما وضع الكاتب شخصياته المثقف والحبيب فى اطار سلبى مطلق طوال الزمن المسرحى ليدخلهم فى نهاية الامر داخل الزجاجة.

وتساءل قسيس كيف يدخل هؤلاء فى لعبة الخلاص مؤكدا أن الحبيب الانتهازى لم يقنعه وأن صوت الحب كان مدويا فى هذا النص أكثر من الظلم واللامبالاة لأن سليمان آرتى فتح قلبه وكتب بمداد الحب فالمسرح مساحة للحب ولينتصر الحب فى المسرح.

وقال قسيس أن مشهد العشيقان المتناجيان كان مشهدا يشبه الحلم وأدخلنا فى هذه العلاقة الجميلة بين الحبيبين قبل اشتعال المدينة.

ويرى قسيس فى تعقيبه أن الاضاءة والسينوغرافيا حركت لديه شيئا من الفضول ليرى كيف يحرك المخرج شخصياته فى هذا الفضاء الجميل لافتا الى أن الوجوه المشوهة أعطت انطباعا بتأثير النار على بعض الممثلين دون البعض الآخر وتساءل لماذا لم نر تأثير النار على الباقى
وقال قسيس لم تقنعنى الحرفية الاخراجية والعمل بشكل عام فيه مواطن ضعف كما أن هناك تفاوتا فى أداء الممثلين وكان على المخرج الاشتغال عليهم أكثر من ذلك حتى يحدث هذا التباين.

المداخلات
كان أول المتحدثين محمد الحبسى الذى وجه الشكر للفنان جمال الردهان لدعمه الطاقات المسرحية الشبابية وحول العرض قال الحبسى العرض جميل لكن الاضاءة خدمت بعض المشاهد فيما لم تخدم البعض الاخر كما أن حركة الممثل سبقت أحيانا الاضاءة وهنالك عدم توازن بين أداء الممثل والاخر فهذه الفتاة روان الصايغ رغم حضورها لم تقنعنى بتلك المأساة وطالب الحبسى الاستعانة بالتراث الخليجى وتوظيفه فى المسرح.

وقالت الفنانة مجد القصص مشيرة الى قضية التلحين فى الاداء مؤكدة أنه واحد من الاشياء القاتلة فى الاداء فالصوت الطبيعى أفضل وتساءلت القصص لماذا هذه البكائية على المسرح وأشارت الى أن التكوينات لم يكن بها توافق مشيدة فى النهاية بالشرطة والعسكر والخيالات فى عمق المسرح كانت جميلة.

كما تحدث حسام عبد الهادى قائلا كثير من السياسة قليلا من الفن فى هذا العرض موضحا أننا أمام سينوغرافيا رائعة تجسد لنا أطلال المدينة والجدار يتكون من مجموعة من الرؤوس البشرية والتى تنم عن انهيار المجتمع والمدينة وقال حسام أن الفجوة النى صنعها المخرج فى المنتصف هى القلب الذى يرمز الى الحب وأشار عبد الهادى الى أداء جمال الردهان ووصفه بالمليىء بالإحساس وأن الموسيقى بدأت بطبول الحرب ولم نلحظ لها بعد ذلك أى دور.

وأشارت مريم الغامدى الى أخطاء اللغة العربية الفصحى فى كل المسرحيات وليس “عنق الزجاجة ” فقط مشيدة بأداء الممثلين خاصة جمال الردهان.

وقال الدكتور نادر القنة أن المؤلف والاعداد من أهل الاختصاص لافتا الى أن عدنان فرزات المعد تاثر بمصطفى الحلاج فى كتابته لهذا العمل مؤكدا أن السطوة فى هذا العمل هى سطوة المكان على نمط مسرحيات “سكة السلامة” و”العمارة ” فأنت تحشر شخصيات فى مكان محدد ليبدأ الصراع بينها واختتم القنة كلماته بأن مقولة المسرحية مشوشة مشيرا الى أن المسرحية انتهت على مابدأت عليه والكل فى عنق الزجاجة.

الفنان غانم السليطى وجه شكره للمعهد ثم قال : هذا النوع من النصوص لا يعطيك مجالا لاكتشاف المعانى والتعايش مع الحدث مؤكدا أن الفن تلميح وليس تصريح وأن هذا العرض يخلو من الحدث
الدكتور علاء الجابر أشاد بالسينوغرافيا متسائلا هل تصلح السينوغرافيا ماأفسده العرض مؤكدا أننا رأينا عملا بصريا بامتياز وكنت أتوقع أن أشاهد عملية النبش داخل الديكتاتوروقال الجابر كنت أتمنى الاستعانة بالطلبة وعدم الاستسهال بالاستعانة بالخريجين نافيا أن يكون هناك ما يسمى بالإعداد عن مسرحية لأن الاعداد للمسرح يكون من رواية أوقصة أو نصا شعريا.

وقال الدكتور حسن المنيعى أن الفعل السياسى كان حاضرا وحاول المخرج ايصاله أما الخطاب المسرحى فكان يقوم على التساوق بين السينوغرافيا ةاللغة الشعرية.

وقال محمد عبد الرسول أن الاضاءة كانت موزعة بشكل جيد محييا الفنان الاماراتى سعيد سالم لمشاركته فى هذا العمل مشيد بأداء الفنان جمال الردهان.

وتساءل الدكتور بدر الدلح هل بداخل كل منا انسان انهزامى هل هناك قصة حب تعيش فى كل واحد فينا معبرا عن سعادته بالفكرة وموجها شكرة للمؤلف والمخرج على التصوير الرائع.

ومن الامارات أشاد عمر غباش بمعهد المسرح متسائلا لماذا لا يعتمد المسرح على عناصره خاصة أن المهرجان يعتبر رئة حقيقية لتخريج مواهب وعناصر جديدة واشاد غباش بالموسيقى والسينوغرافيا

وفى كلمة للدكتور فهد السليم أكد خلالها أن معهد المسرح له مخرجات فى الفنون المسرحية وتم حصد الجوائز مؤكدا أن هذه التجربة المسرحية من دواعى سرورنا وأشاد بأداء جمال الردهان شاكرا المجلس الوطنى

وبعد انتهاء المداخلات رد المخرج عليها بقوله بالنسبة للبكائية فى العمل واعتبار البعض أنها سلبية فهل مايحدث فى العالم العربى يجعلنا نضحك موضحا أنه تم تشغيل عدد كبير من الطلبة فى هذا العرض لكن فى الكواليس والازياء والديكور وعموما سناخذ جميع الملاحظات بعين الاعتبار
كما رد المؤلف بان النص غير كامل لافتا الى أنه يسلط الضوء على مايحدث فى الوطن العربى وأن المساحة الزمنية لا تتحمل جدلية أكبر وقال حاولنا كسر الخطاب السياسى للمشاهد فالفتاة هى الوطن وهناك اختلافات فى وجهات النظر وهذا امر طبيعى واختتم كلماته بانها محاولة أولى وتشوبها بعض الاخطاء وشكرا على الملاحظات

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.