نجاة الحشاش: سلبيات نظام الأربعة أصوات

إن نظام الأصوات الأربعة في الدوائر الخمسة ومن خلال التجارب البرلمانية السابقة أثبت فساد مخرجاتها على الحياة السياسية، ولتسعني صدوركم في طرح وجهة نظري لسلبيات هذا النظام من خلال مجريات الأحداث السياسية في الكويت وبعد تجارب برلمانية عدة لم تحالفها النجاحات.
أولا: السلبيات التي افرزها نظام الأربعة أصوات في الدوائر الخمس هو احتكار كراسي البرلمان في كل دائرة لأطراف معينة ولتوجهات معينة، وبذلك قد أضاع الفرصة على نماذج وطنية شابة وأصحاب كفاءات مستقلة من المشاركة في العمل السياسي.
ثانيا: أفرزت لدينا ظواهر سلبية وغير ايجابية على المجتمع الكويتي وهي ظاهرة شراء الأصوات أو تبادل الأصوات فأصبحت الساحة السياسية ساحة مزاد علني لمن يدفع أكثر، مما شجع ضعاف النفوس على المتاجرة بمستقبل الوطن وظهرت على الساحة السياسية مهنة سمسار المرشحين من النساء والرجال هم من يقومون بعملية البيع والشراء لمن يدفع أكثر لبيع الوطن والضمير.
ثالثا: زادت من نار الفتن في البلاد وأصبح المجتمع أكثر تأزيما وتعصبا اما لطائفة أو مذهب أو قبيلة أو تكتل أو تجمع تحت شعار أمن واستقرار الكويت مسؤوليتهم فقط وليس مسؤولية الجميع.
رابعا : تقسيم الدوائر الخمس الديموغرافي يفتقد إلى مبدأ العدالة والمساواة، فنجد في الدائرة الأولى المرشح يفوز بكرسي البرلمان بثمانية آلاف صوت وفي الدائرة الخامسة النجاح ضعف هذا الرقم.
خامسا: عدم وجود حرية لي كمواطن ومواطنة في اختيار من أراه الأفضل في قائمة مرشحين كاملة على مستوى البلاد، لماذا أحرم من حقي باختيار مرشح في دائرة أخرى أكثر كفاءة من المرشحين في دائرتي وأمنع صوتي عن هذه الكفاءة، أليس الجميع في النهاية يمثلون 50 نائبا في مجلس الأمة والذي يعتبر مجلسا يمثل جميع شرائح وأطياف المجتمع الكويتي؟؟.
سادسا: الأربعة أصوات تسببت بدخول مرشحين ليس لهم بالعمل السياسي لا ناقة ولا جمل، فقط لإكمال عدد مرشحي القبيلة أو الطائفة او التجمع والتكتل لمنع ضياع وتشتيت أصواتهم.
ولذلك أرى أن فكرة الصوتين في الدائرة الواحدة تجربة يجب أن نخوضها بثقة وقوة، والمرشح الذي لديه قناعة وثقة بقدراته وبنفسه وتاريخ عمله السياسي لا يخشى نظام الصوت أو الصوتين أو حتى الخمسين صوتا، لأنه على يقين أن الشعب الكويتي أصبح لديه قناعة بمن يمثل عليه ومن يمثله في المجلس، وواثق الخطوة كما قيل يمشي ملكا لا يخاف ولا يرتجف من فكرة تغيير الدوائر وتعديل عدد الأصوات ويسمي هذا التعديل عبثا وتزويرا، وإنما يسميه حقا وطنيا لنا كمواطنين مثلنا مثلكم تماما كنواب أمة بعرض آرائنا ووجهات نظرنا، أليس وصولكم للبرلمان بسبب آرائنا وأصواتنا؟؟ فلماذا أصواتنا لكم حق وآراؤنا المخالفة لكم باطلة؟؟!!
فلتسعنا صدور بعضنا البعض، وكل منا يعرض ما لديه من سلبيات وايجابيات لوجهة نظره الخاصة، ويجب أن تكون لجميع الأطراف سعة الصدر للرأي والرأي الآخر لأن الجميع يسعى إلى واقع أفضل ومستقبل مشرق للكويت، إلا إذا كان ما نقوله ونكتبه من آراء ومقترحات مخالف للنوايا الخافية في قلوبكم والتي تبيتون النية عليها، وتنتهزون كل فرصة لشن الهجوم والتأزيم فقط من اجل الوصول إلى أهدافكم غير المعلنة والتي فاحت رائحتها، وإلا ماذا نسمي استمرار حالة الغليان السياسية في البلاد بعد التغيير الجذري بتعيين حكومة جديدة برئيس حكومة جديد؟. نحن نطالب بتغيير نظام الدوائر فقط وانتم ماذا تريدون؟!
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.