احمد المليفي: حقيقة البدون 4

تعرضت التركيبة السكانية في الكويت الى الكثير من التشوية والتزييف ولو رجعنا الى تعداد سكان الكويت لشعرنا بذلك دون تردد. فتعداد عام 1957 الذي قامت به دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل بين ان عدد سكان الكويت في تلك الفترة لم يتجاوز 206473 منهم 113622 كويتياً فقط. وقد شمل جميع المناطق من مدينة الكويت وضواحيها والسالمية والرأس والبدع والرميثية والفنيطيس والفنطاس وابو حليفة والمنقف والفحيحيل والشعيبة والاحمدي والمقوع والعقيلة وجليب الشيوخ والفروانية وابرق خيطان ومشرف والسرة وحولي والنقرة والجابرية وعشيش البلدية والجهرة وفيلكا ومناطق متفرقة وسكان البادية. كما بين الاحصاء عدد المتواجدين في الكويت من الجنسيات الاخرى من عراقي الى مهري أو عماني او مسقطي ومن امارات الخليج العربي الاخرى وسعودي وسوري ولبناني وفلسطيني ومصري وسوداني وايراني وهندي وآخرون من افريقيا وباكستاني وآخرون من آسيا وانجليزي وآخرون من اوروبا وكندي واميركي ومن أميركا الوسطى والجنوبية واسترالي. وكانت اكبر جالية عربية وفقا لذلك الاحصاء هي العراقية، حيث كان عددها 26035. يليها الجالية الإيرانية وعددهم كان 19919. ثم الجالية الفلسطينية وكان عددهم 15173. وكانت اقل جالية اجنبية هي الكندية وكان عدد افرادها سبعة اشخاص، ستة رجال وامرأة واحدة.
كما اشار الاحصاء الى فئة من العرب غير معرفة الجنسية وكان عددهم 443 ينقسمون الى 408 رجال و35 من النساء.
الشاهد من هذه الارقام ان الكويت تتميز بوجود احصائيات دقيقة منذ القدم. كما ان الاحصاء شمل جميع مناطق الكويت. كذلك شمل جميع القاطنين عليها من كويتيين وعرب وغيرهم. ومن ثم لا يستطيع ايا كان ان يدعي تواجده بالكويت في تلك الفترة او قبلها او بعدها دون ان يقدم ما يدل على ذلك زعما بأنه كان من ابناء البادية ولم يحصل على اثبات بذلك.
ولكن للأسف تعرضت الجنسية الكويتية للكثير من العبث بسبب النزاع على النفوذ بين بعض الاقطاب. والفساد المالي عند آخرين وازدواج الولاء عند غيرهم. والخطورة كذلك ان هذا العبث صاحبه اهمال في التربية الوطنية والانصهار في المجتمع والولاء له. فخرجت بعض النماذج التي وان كانت تحمل الجنسية الكويتية ولكنها ترى في الكويت مصدر رزق واثراء فقط لا موطن ولاء وانتماء وما ترتب على ذلك من تداعيات ساهمت في ايصالنا الى هذه الحال التي نعيشها، دون ان ننكر ان هناك نماذج اخرى اثبتت ولاءها وكانت مصدر قوة واثراء للوطن. وللحديث بقية.
المصدر جريدة النهار

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.