بيان مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية المتعلق بإيقاف الكابتن فهد المسلم عن الطيران، لقيامه بكسر الحظر الجوي على البلد، مسألة يجب التوقف عندها، لأنها ذات طابع مفصلي سيؤثر في اتجاه البلد في السنوات القليلة المقبلة. لأن الحدث يدلل بما لا يدع مجالاً للشك على ان مجموعة الصوت العالي قد أحكمت السيطرة على معظم مفاصل البلد، لأن حكومتنا الرشيدة قد قررت بمعظمها الاستسلام لهم، وان أي شيء يفعل خارج اطار مباركة أصحاب الصوت العالي سيواجه بعقاب عسير، وهذا ما يجري فعلاً مع الكابتن المسلم.
كما انه رسالة لجميع من يحمل مبادئ الكابتن بأن العقاب الشديد جداً سيكون جزاء كل من لا يلتزم بالتعليمات الصادرة منا، والله يرحم حكومتنا الرشيدة.
نكتب لأنه بات معلوماً للجميع، ان الكابتن أعطي تطمينات للقيام برحلة إيران، بعد حصار فرض على البلد من بعض أبنائه، لكن هذه الضمانات ذهبت أدراج الرياح طبعا، لأن لدينا وزراء كل همهم عدم اغضاب أصحاب الصوت العالي.
فوزير المواصلات قد يكون مستعد للتضحية بكل شيء، وأول القرابين هو الكابتن المسلم، ووزير العدل يهاجم القضاء ضمناً لأن بعض أحكامه لم تعجب أصحاب الصوت العالي، وزير الصحة بموافقة سلم الوزارة بما فيها الكنز المسمى «العلاج بالخارج» لجماعة الصراخ والعويل لكي يسلم من صراخهم.
كل هذا يجري تحت أنظار الجميع ولا أحد يتحرك. نحن اليوم لا ندافع عن الكابتن فهد المسلم لان بيننا وبينه علاقة خاصة، بل ندافع عن مبدأ يفصل بين بلد المؤسسات وبلد شريعة الغاب، الذي تكون فيه الغلبة لأصحاب الصوت العالي، وكلنا يعلم من هم أصحاب الصوت العالي الذين كشفوا عن عضلاتهم واستحسنوا تدمير مؤسسات البلد، كي يثبتوا نظريتهم بفشل السلطة حتى يمرروا مقترح الإمارة الدستورية، وهذا ما سنحارب لعدم إقراره حتى لا يصل البلد الى المجهول.
***
● آخر العمود:
اذا كانت هناك حسنة للمجلس المبطل، فهو أداء الزميل نبيل الفضل، فقد أثبت انه مدافع شرس عن الدستور واللائحة الداخلية، ليس كغيره ليرفعه كشعار لتنفيذ أجندة خاصة ليس لها علاقة بالدفاع عن الدستور.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.
قيس الأسطى
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق