الجميع يشكو من ثقل الحياة الادارية في الكويت، حيث الخطوات متباطئة والأنفاس متثائبة.
تلدغنا عقارب الساعات فلا نشعر، ويمر الوقت سراعا والبلاد (محلك راوح) فلا شمس جديدة بزغت ولا ليل البيروقراطية انقشع وانقلع.
فالتاجر يشكو ومثله السياسي والمواطن والمسؤول (غير المسؤول) وكأن بلادنا تخصصت في بناء القصور من رمل الشواطئ سرعان ما يهدمها المد ويبتلعها اليم.
نصنع من (الحبة قبة) فقضايانا التي تشغلنا ونتوقف عندها طويلا لتغير مجرى الاحداث في بلادنا هي قضايا اعتيادية في بلاد أخرى وتسير في قنواتها المعهودة.
فالدول تشتري طائرات وتشيد نصبا تذكارية وتشتري أسهم الشركات الكبرى وتشارك في ملكية مصانع، وتفتح جامعات أجنبية وتبني الفنادق والمدن السكنية والصناعية وسوى ذلك من أنشطة وأعمال يقوم بها المعنيون المتخصصون بهذا الأمر أو ذاك دونما زعيق أو ضجيج أو حرب طواحين.
عوضا عن تسهيل الأمور ومعالجتها بثورة إدارية قمنا بتعقيدها وزيادة الطين بلة حين صرنا نشكل لجنة حول كل قضية تطفو على سطح الكلام وكأن البلاد لا تعقيدات فيها ولا تعاني من ارتفاع منسوب البيروقراطية والفساد.
فأصبحت بلادنا موئل اللجان وموطنها حتى تحولت الأغنية الشهيرة إلى (كل يوم نحط لجنة.. لجنة على لجنة.. يثقل مع الايام ويسقط المبنى).. والعياذ بالله من شر السقوط والقنوط.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق