محمد العبدالجادر: الخليج ليس “نفطاً”

انتهت القمة الخليجية الــ34 لدول مجلس التعاون التي عقدت في «الكويت» الأسبوع الماضي، وكانت النتائج الختامية للمجلس تشير الى ان هنالك طريقاً طويلاً لتحقيق وحدة شاملة تضاهي أو تواكب، كمثال، ما حدث في الاتحاد الأوروبي.

ورغم ان إعلان دول مجلس التعاون قد سبق أوروبا بعشر سنوات في عام 1986، والاتحاد الأوروبي في عام 1996، ورغم هذا السبق الزمني، إلا ان الاتحاد الأوروبي انجز العملة الموحدة «يورو»، والتنقل من خلال «الفيزا» الشنغن الموحدة، والاتحاد الضريبي، والاتحاد الجمركي، وهي جوانب ما زالت تتعثر بين دول مجلس التعاون، اللهم إلا العبور بالبطاقات المدنية وبعض المظاهر البسيطة، ولكنها لم ترتبط بـ«المصالح» ولم يشعر المواطن البسيط بهذا المجلس رغم أهميته.

الاتحاد الخليجي منظومة كاملة تهيئ التنقل بحرية كاملة بين دول المنطقة وحرية التملك والتعليم الموحد وجامعات شاملة للطلبة تغنيهم عن الذهاب بعيداً، تستقطب فيها الكفاءات، ومؤسسات تهتم بالتراث والفنون واستفادة اقتصادية وتكامل بين الدول ومنتجات تباع بأسعار تنافسية ونواة لاكتفاء ذاتي في المنتجات الأساسية. «الخليج ليس نفطاً».. عنوان كتاب للدكتور محمد الرميحي في بداية الثمانينات من اصدارات سلسلة المجلس الوطني للثقافة. كتاب قرأته وأعدت قراءته هذه الأيام، ووجدت ان الكثير من الآمال والتوقعات للاتحاد الخليجي لا تزال حبراً على ورق، رغم ان متغيرات العالم تحتم التحرك الفوري والاستفادة من النجاحات والاخفاقات، وعدم اعتبار الاجتماعات الدورية والبيانات والقمم هي النجاح الأكبر لهذه القمم فيما نحن فيه وآمالنا أكبر من هذا.

د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.