خالد الجنفاوي: الاشاعة المغرضة مقاصدها سيئة

الإشاعة المغرضة, وفق القاموس المحيط, ومعجم الغني, ترجع إلى “شاعَ يَشيعُ, شَيْعاً وشُيوعاً ومَشاعاً وشَيْعوعَةً, كدَيْمومَةٍ, وشَيَعاناً, محرَّكةً: ذاعَ وفَشا.” وما هو مُغْرِضٌ أي “جَاعِلٌ لِقَوْلِهِ غَرَضاً وَمَيْلاً, أَيْ لَهُ مَقَاصِدُ خَلْفَهَا أَهْوَاءٌ. أَقْوَالٌ مُغْرِضَةٌ”. أعتقد ان لا دخان بلا نار أو وفق معجم اللغة العربية المعاصر “لا إشاعة من دون مصدر أو أساس تنطلق منه”! أي أن من يطلق الاشاعة المغرضة لابد أن يقصد منها تحقيق أغراضه وأهدافه الشخصية, فلا يتحرك مطلق الاشاعات عبثاً, ولكنه يقدح الشرر لغاية معينة في نفسه.
بالطبع, من يمتهن إطلاق الاشاعات المغرضة بقصد تشويه سمعة أحد الأفراد, أو بنية تشويه الوقائع المحلية تصرفه هذا يتنافى مع الخلق السوي, ويناقض كل ما هو سلمي في المجتمع, والاشاعة المغرضة مقاصدها سيئة لأنها تنم عن إهواء شخصانية وضيقة الأفق, فمن يصعب عليه مواجهة الحقيقة أو التعامل مع ما يدور حوله بعقلانية ورزانة يلجأ إلى ما هو أضعف, ولكن أكثر ضرراً الاشاعة المغرضة.
ما يأتي هي صفات وسلوكيات الاشاعة المغرضة, لعل معرفة المزيد من المعلومات عن الاشاعة المغرضة تمكن العقلاء والحكماء من مكافحتها قبل اشتعالها:
* لا منطقية ولا عقلانية في الاشاعة المغرضة, فهي تتنافى مع ما هو متعارف عليه وتناقض أبسط فرضيات العقل والمنطق.
*الاشاعة المغرضة ترتكز على التشكيك في نوايا ضحاياها.
* من يطلق الاشاعة المغرضة شخص جبان يخاف مقارعة الحجة بالحجة ويرهب مواجهة شمس الحقيقة.
كُلُّ عيَّاب له منظر.
مُشتملُ الثَّوبِ على عيبِ (المصدر: بيادر العمر)!
* الضحية المعتادة للإشاعة المغرضة هو الإنسان الناجح أو المتميز أو من يرفض الانصياع لإغراءات الفساد بكل أنواعه وأشكاله ونكهاته.
ثمة نوعية معينة من بني البشر, قليلة العدد, يبدو أنها ادمنت إطلاق الاشاعات المغرضة, فلا تفارق السنتها النميمة و”الحش”وتشعر تلك النوعية بالنشوة جراء تكرار وتضخيم الأكاذيب والأقاويل المغرضة.
هذا النوع من الناس, وبخاصة أولئك الذين يفبركون ويتداولون الاشاعات المغرضة, فقدوا انسانيتهم واختلت لديهم موازين العقل والأخلاق, فلم يعودوا يفرقون بين الكذب والحقيقة, وبين ما هو صواب وخطأ, وبين ما هو عقلاني وخزعبلاتي مفبرك. اللهُم اٍنا نعوذ بك أن نَضِل أو نضَل, أو نَزِل أو نُزَل, أو نَجهل أو يُجهَل علينا, أو نَظلِم أو نُظلم, آمين يا رب العالمين.

*كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.