بعد عملية جراحية معقدة استمرت 18 ساعة متواصلة نجح فريق طبي متعدّد الاختصاصات في زراعة قلب جديد لمريض مصاب بقصور مزمن في عمل القلب، ويرفض جسمه قبول قلب آخر، فكان الحلّ زراعة قلب صناعي 100%، وهو ما يعد فتحاً وإنجازا علمياً وطبياً غير مسبوق، أعلن عنه مساء الجمعة في باريس.
وقال موقع “فرانس تي انفو” إن القلب الصناعي يعمل اليوم بشكل طبيعي في جسم المريض الذي تقبله بشكل فاق التوقعات، وأن الأطباء واثقون تقريباً من تجاوزالمريض مرحلة الخطر.
قلب من بلاستيك من 900 غرام
يزن القلب الجديد المصنوع من البلاستيك 900 غراماً ويتضمن آلات دقيقة تعوض وتحاكي بنجاح عمل القلب الطبيعي، بما أنه يتكيف مع مقتضيات الحياة اليومية، مثل زيادة ضخ الدم عند بذل جهد بدني، ويقلصه في حالة الاسترخاء والراحة، ويرتبط الجهاز ببطاريات خارجية للشحن على جسم المريض.
ويأمل الأطباء والشركة المصنعة للقلب البشري الجديد، على المدى القريب أن تعوّض التكنولوجيا الجديدة عمليات زراعة القلوب بسبب النقص الفادح في عدد الأعضاء من جهة، وبسبب إمكانية رفض الجسم الواردة في 80% من الحالات للزراعة من جهة ثانية، ما يجعل الطلب على هذه التكنولوجيا الجديدة أكثر من مرتفع، إذ يقدر عدد العمليات المنتظرة لمرضى يعانون من هذه المشكلة التي لا يمكن علاجها بالطرق التقليدية بـ120 ألف سنوياً في كلّ من فرنسا وأوروبا.
أرخص من الزراعة الكلاسيكية
وقالت مصادر من الشركة للموقع، إن القلب الجديد مناسب لـ86 % من الحالات الذكورية، و20% من الحالات النسائية، وأنها تعمل على تطوير النموذج الأولي، ليكون أصغر وأخف وزناً وأكثر ملاءمة للأجسام النسائية.
أما على مستوى الترويج، وبعد أن حصلت على التصاريح المبدئية من السلطات الفرنسية، لإجراء 4 عمليات من هذا النوع، تنوي الشركة الصانعة بداية الترويج والتسويق التجاري في أوروبا في مرحلة أولى ثم في بقية أنحاء العالم، وستكون كلفة زراعة القلب الآلي الجديد في حدود 180 ألف يورو، (250 ألف دولار) في فرنسا، في مقابل 250ألف يورو (350 ألف دولار) حالياً لزراعة قلب طبيعي، في حال توفره، وإذا قبل جسم المريض بالقلب البشري وأنسجته.
قم بكتابة اول تعليق