ذكرت جامعة الدول العربية ان هناك مؤشرات تؤكد عمل حكومة اسرائيل على استمرار المفاوضات مع الجانب الفلسطيني من دون الوصول الى اي نتائج.
وأشار التقرير الذي سيقدمه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في وقت لاحق اليوم رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للأفكار التي طرحها وزير الخارجية الامريكي جون كيري على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تحت مسمى (خطة امنية).
وأوضح تقرير الجامعة العربية أن الخطة تتضمن بقاء السيطرة الاسرائيلية على المواقع الاستراتيجية وعلى الحدود في الضفة الغربية لمدة 10 سنوات على ان يتم في نهاية المدة اعادة تقييم الوضع مشيرا الى أن رفض عباس جاء في رسالة سلمها الى الجانب الامريكي في 13 ديسمبر الجاري.
واضاف “أن الرسالة تضمنت الموقف الفلسطيني ورؤيته للحل وفي مقدمتها الرفض المطلق لوجود الجيش الاسرائيلي على الحدود الشرقية مع الاردن وتمسك الطرف الفلسطيني بوجود طرف ثالث على هذه الحدود لفترة زمنية محددة”.
وتطرق التقرير الى خطة الترتيبات الامنية والمقترح اعتمادها في اتفاق سلام مستقبلي بين الفلسطينيين والاسرائيليين باعتبارها تتضمن اطروحات يمكن معها ضمان أمن اسرائيل واقامة دولة فلسطين .
وتشمل الخطة “المرفوضة من الجامعة العربية” تواجد متفق عليه للجيش الاسرائيلي على طول نهر الاردن لمدة تتجاوز اربع سنوات وقد تشارك في هذا التواجد قوات امريكية على ان يتم تخفيض القوات تدريجيا والمدة الزمنية وفقا للوضع الامني في الضفة الغربية وعلى الحدود.
ووفقا للخطة المرفوضة ستكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وستقوم طائرات الاستطلاع الامريكية بمهمة المراقبة المتواصلة للأراضي الفلسطينية على غرار المراقبة التي تجريها في الجولان السوري بعد اتفاق فصل القوات بين اسرائيل وسوريا وستكون المعابر الحدودية على نهر الاردن بإدارة مشتركة بين الطرفين مع تمثيل امريكي .
وتتضمن الخطة اخلاء الضفة الغربية من الجيش الاسرائيلي ماعدا الاغوار ولا يسمح بمطاردة ساخنة للجيش الاسرائيلي داخل الضفة الغربية .
كما تضمنت الخطة ضخ استثمارات امريكية كبيرة في مجال الاستخبارات وتحسين قدرات الجيش الاسرائيلي لتوفير عائد تكنولوجي مقابل انسحاب الجيش الاسرائيلي من الضفة الغربية بالإضافة الي تواجد اسرائيلي في مراكز الانذار المبكر في مرتفعات الضفة الغربية .
واعتبرت الجامعة العربية في تقريرها “ان الخطة الامنية الامريكية تشكل خطورة بالغة كونها تتضمن معالجة القضايا الامنية علي حساب الملف السياسي وقضايا الحل النهائي وتحقيق المطالب الامنية الاسرائيلية التوسعية وضمان استمرار سيطرتها علي منطقة الاغوار بحجة الامن”.
ونبهت الجامعة “الى ان هذه المقترحات تمثل تراجعا امريكيا عن مواقف سابقة للتوصل لحل نهائي وشامل دون تجزئة حيث يربط الجانب الامريكي والاسرائيلي التقدم بمقترحات للحل السياسي بالموافقة الفلسطينية المسبقة على الحل الامريكي الامني وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني” .
كما ينص مقترح الاتفاق ايضا “على ادارة مشتركة على الحدود مع الاردن وبخاصة على المعابر مع امكانية تواجد امريكي” فيما ذكرت ان تقييم التواجد العسكري الاسرائيلي مرتبط خلال الفترة الانتقالية بمدى قدرات الجانب الامني الفلسطيني “وهو ما يفتح الطريق امام وجود إسرئيلي دائم عن طريق المراوغة الاسرائيلية المعهودة” .
واشارت الجامعة في تقريرها الى بيان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في 16 ديسمبر الجاري الداعم للجهود الامريكية واستعداده لتقديم صفقة غير مسبوقة من الدعم السياسي الاقتصادي والامني للفلسطينيين والاسرائيليين عند التوصل لاتفاق سلام نهائي .
وفي سياق متصل اعتبرت الجامعة العربية ان تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيجدور ليبرمان واحزاب الائتلاف الحاكم “هي تعبير عن الموقف الحقيقي للحكومة الإسرائيلية من المفاوضات”.
وأضافت “أن هذا يؤكد بشكل قاطع غياب شريك السلام الاسرائيلي وعدم وجود برنامج سلام حقيقي لدى الحكومة الاسرائيلية التي تعمل على افشال مساعي السلام والقضاء على اي فرصة لنجاح المفاوضات”.
واشارت الى “تعمد الحكومة الاسرائيلية شل المفاوضات ووقفها سواء بتصاعد الاستيطان والعدوان على الشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته او بالتصريحات العلنية او المواقف المتعنتة في جولات التفاوض” .
وذكرت أن هذه التصريحات والمواقف “تلخص ان مفهوم الامن لها هو استمرار الاستيطان وتهويد القدس والمقدسات وتهجير الفلسطينيين قسرا من اراضيهم والاصرار على السيطرة على الاغوار الفلسطينية المحتلة “.
ولفتت الجامعة الى أن اسرائيل “تعتمد لتحقيق ذلك على المماطلة والتمسك بالاحتلال والعمل على ادارة الصراع وليس حله والتنكر بشكل كامل لتحقيق تقرير مصير الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
قم بكتابة اول تعليق