أكد الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر اليوم أن على موسكو وواشنطن أن تتفقا كخطوة أولى في محادثات (جنيف 2) على المساعدة في انشاء لجنة مستقلة للانتخابات فيما على إيران وبقية القوى الإقليمية أن توافق على إنهاء دعمها لإراقة الدماء في سوريا.
وسلط كل من كارتر والمستشار البارز في (مركز كارتر لحل الصراعات) روبرت باستور في افتتاحية نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) الضوء على ثلاثة مبادئ ينبغي أن تستند عليها محادثات جنيف المقررة في يناير المقبل حول سوريا.
وحذرا من أنه في الوقت الراهن لاتزال الجهات الفاعلة الرئيسية (في الأزمة السورية) تصر على وضع شروط مسبقة لتحقيق نصر في محادثات جنيف بدلا من التراضي والتوافق لجلب نهاية للحرب الدائرة في سوريا.
وجاء في الافتتاحية أن المبدأ الأول هو تقرير المصير حيث ذكرت أن “الشعب السوري يجب أن يقرر حكومته المستقبلية في عملية انتخابات حرة وتحت إشراف غير مقيد للمجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية المسؤولة وتقبل نتائجها إذا تم الحكم عليها بأنها حرة ونزيهة”.
وأضافت أن المبدأ الثاني هو الاحترام حيث “يجب أن يلتزم المنتصرون (في الانتخابات) بضمان احترام لجميع الأقليات والطوائف” في سوريا مشيرة الى أن المبدأ الثالث يتعلق بقوات حفظ السلام إذ “لضمان تحقيق الهدفين الأول والثاني يجب على المجتمع الدولي أن يقرر بعثة حفظ سلام قوية”.
وكتب كارتر وباستور أن وضع “شروط مسبقة بديلة” يمكن أن يؤدي إلى السلام لأنه حتى إذا كان من الصعب للفاعلين على أرض الواقع في سوريا أن يتقبلوها إلا أن القوى الكبرى التي تدعم الحرب بطريقة أو بأخرى ستضطر في الأخير إلى قبولها.
واضافا “ان جميع الجهات الفاعلة بحاجة إلى تقديم تنازلات صعبة اذا كانوا يريدون انهاء الحرب” مؤكدين أنه “ينبغي أن لا تكون هذه الشروط (المسبقة) مثيرة للجدل لكنها تشدد على أنه على الفصائل السورية ومؤيدوها التراجع عن مطالبها غير المعقولة”.
وشددت الافتتاحية على أنه لا يمكن أن يكون هناك فائزين في هذه الحرب “لكن إذا كانت بعض القوى الكبرى في العالم قادرة على التوصل الى اتفاق مع النظام السوري على الأسلحة الكيميائية فإن أي مفاجآت أخرى ممكنة”.
وأشارت إلى أنه “من الواضح أن الطرفين (الحكومة والمعارضة) يعتقدان أنه لا يمكنهما أن يخسرا لأنهما يخشيان الفناء وهذا ما يفسر استمرار الحرب ما لم يفرض المجتمع الدولي بديلا شرعيا”.
يذكر أن الحرب الأهلية في سوريا التي استمرت لسنتين ونصف السنة خلفت الى الآن ستة ملايين من المشردين داخليا ومليونين في مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة وأكثر من 100 ألف قتيل.
قم بكتابة اول تعليق