حسن كرم: تحريض البدون على الدولة.. لماذا

لا أظن ان هناك من كتب مقالات يدافع فيها عن الاخوة البدون اكثر مني. فأنا وبلا فخر اول من دعا الى تقسيم البدون الى شرائح، واول من دعا الى تجنيس البدون المتميزين وحملة الشهادات الجامعية وأول من دعا الى تجنيس البدون المبدعين في المجالات الابداعية والفنية والرياضية. وآخر من دعيت الدولة الى تجنيسه هو عضو المنتخب الوطني لكرة القدم المتميز فهد العنزي الذي للاسف احتضنته السعودية ومنحته هويتها (التابعية) اخيرا وليس هنا مجال لاستعراض المزيد من الاسماء، ولا هو موضوعنا ولا انا هنا في مجال التباهي او التفاخر. وليس دفاعي عن البدون لحاجة في نفسي سوى مرضاة الله وتبيان الحق وخوفي على وطني الذي هو مقدم على كل ما عداه.
من هنا نقول. فإذا كان البعض له مشكلة مع اجهزة الدولة ولا سيما الامنية، فذلك لا يسمح له ان يتخفى خلف قضية البدون ويحرض على الدولة وامنها واجهزتها الامنية، ولا يتصور ان من يعارضه انه سطحي او ضد البدون او ضده هو شخصيا، كما لا ينبغي للسياسيين والناشطين واللاهثين وراء الكرسي الاخضر المتاجرة بمأساة البدون والتخفي وراءها.
نحن جميعا بدءاً من رأس الدولة وانتهاء بالمواطن العادي نتعاطف مع البدون، ونرى تسكير هذا الملف اليوم قبل الغد، ونحن جميعا نرى انه كلما تأخر الحل تفاقمت القضية اكثر. ولكن ايضا نعلم بأن ليس هناك حل سحري، فالقضية ليست قضية آنية طارئة ولكن جذورها تمتد الى نحو خمسين عاما واكثر وقضية البدون ليست قضية الجيل الحالي لكنها قضية ثلاثة او اربعة اجيال متعاقبة.
نعيد ونقول نحن جميعا نتعاطف مع البدون ونطالب بحل قضيتهم، ولكن هل بالتحريض او بالاعتصامات او بالاضراب وبإضرام النيران والاعتداء على ممتلكات الدولة تحل القضية ام بالطرق القانونية وبتعاون الاخوة البدون مع الاجهزة المعنية.. اقصر طريق للحل؟.
لذلك نقول لماذا التشكيك بنوايا صالح الفضالة، ولماذا التشكيك بالجهاز الذي يترأسه، ولماذا التحريض وإدخال اليأس في نفوس الاخوة البدون؟!.
فنحن نعلم بان الدولة قد منحت البدون الكثير من الحقوق والامتيازات، وهي حقوق وامتيازات متساوية مع اخوتهم المواطنين، ولكن تبقى هناك مسألة التجنيس وهي قضية لا يمكن حلها بين عشية وضحاها او بجرة قلم من مسؤول. بل لا يمكن تجنيس كل المدعين من فئة البدون والا لكان كل المقيمين على ارض الكويت من الاخوة الوافدين استحقوا الجنسية..!!.
يا ناس ارحموا وطنكم فلا يعم الحقد قلوبكم فتخطئوا الحقيقة، واعلموا بان البلد لا يستوعب المزيد من التجنيس فالزيادة السكانية في الكويت رهيبة. تفوق النسبة العالمية بنحو %2 واذا ما استمرت. فقد تفضي الى انفجار سكاني قريب..!!
نعم لتجنيس البدون المستحقين فورا. ولكن ليس بالفوضى ولا بالضغوط ولا بالتحريض ولا بالاستعانة بالخارج.. اياً كان هذا الخارج اشخاصا او منظمات او حكومات.
نعم لحقوق البدون. وادخالهم في حياض المواطنة الشريفة ونعم للاعتراف بهم وبحقوقهم الانسانية والقانونية ولكن على الاخوة البدون ألا يخسروا قضيتهم. والا يركضوا خلف سراب خادع ويصدقوا الكذابين والمتاجرين بقضيتهم وبمأساتهم. ولتكن لهم وقفة رافضة مع هؤلاء المتاجرين.

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.