يعج تاريخ العرب بالمتناقضات والحوادث الغامضة، فبعض الإخباريين والمؤرخين والبلدانيين يوردون أسماء أماكن أو شخصيات أو حوادث لا وجود لها، ومنهم من يطلق على المواضع أسماء غير صحيحة ويحدد مواقعها على نحو يخالف الواقع مثل ياقوت الحموي في «معجم البلدان» يذكر أن «سمائم» بلدة في عُمان قرب البحر، والصواب «سمايل» وهي بعيدة عن البحر!
أنقل من «المركز الوطني للمعلومات» التابع لرئاسة الجمهورية اليمنية أن المؤرخين المسعودي والدينوري ينسبان الملك شمر يرعش أحد ملوك التبابعة الى «أفريقيس بن أبرهة بن الرائش» أما ابن خلدون والطبري فينسبانه الى «ناشر النعم بن عمرو بن يعفر بن شرحبيل» وهكذا اختار كل فريق نسبا مختلفا للملك العظيم.
ما يروى عن هذا الملك الحميري لا يتفق والمعلومات التاريخية المتوافرة، فالمؤرخون يذكرون أنه «سار نحو الشرق حتى وصل العراق لتأديب ملك بابل ثم حارب فارس وزحف إلى الصين فبلغ التبت كما عبر الفرات إلى أرمينيه ليهزم الترك وحارب الأحباش في مصر وطردهم من النيل إلى الرمل وبعد أن أهلك الأرض كلها، ودانت له الملوك، عاد إلى اليمن»!
هذه الأحداث العظيمة الجسام المنسوبة للملك الحميري شمر يرعش أو «يهرعش» الذي يطلق عليه بعض المؤرخين العرب لقب «ذي القرنين» ليست سوى فتوحات الاسكندر ذي القرنين الفاتح المقدوني الشهير والمعروف في التاريخ!
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق