يشهد جامع باريس الكبير منذ أيام حالة غير مسبوقة من التوتر بسبب دعوى قضائية رفعتها مجموعة من النساء ضد إدارة الجامع، بعد قرارها فصل النساء عن الرجال في قاعة الصلاة، ما فتح المجال أمام حالة من التمرد والامتعاض بين مجموعة من السيدات اللاتي تعودن أداء الصلاة في الجامع.
وقال موقع صحيفة لوفيغارو الفرنسية اليوم، إن الجالية المسلمة في باريس تعيش على وقع خلاف غير مسبوق، بين ما أسمته” فيمن” المسلمات، في إشارة إلى الحركة النسوية الدولية المثيرة للجدل “فيمن”، بسبب قرار إمام الجامع منع السيدات من الصلاة في القاعة الكبرى، وإجبارهن على النزول إلى قاعة ثانوية تحت الأرض.
عنف متبادل وطرد
وبعد رفض إدارة الجامع التراجع عن قرارها، بدعوى اكتظاظ القاعة الرئيسية، قررت مجموعة من السيدات رفع دعوى قضائية ضدّها، بعد طردهن من القاعة عندما حاول عدد منهن العودة إلى القاعة الرئيسية قبل أسبوع، وجاء في نص الدعوى كما قال المحامي حسني معطي “إن إدارة الجامع طردت المجموعة من القاعة بعنف، وتعرض أحد المرافقين لهن إلى اعتداء بدني، أجبره على الراحة الإجبارية لمدة تتجاوز 24 ساعة، لذلك قاضينا إدارة بدعوى القذف والشتم والتسبب في ضرر بدني وبسبب التفرقة على أساس الجنس أيضاً”.
من جهتها اتهمت إدارة الجامع “مجموعة من الناشطات المجهولات في اصطناع هذه الحادثة” بل وأكثر “تسببن في كسر أنف أحد العاملين بالجامع”. ويبدو أن القضية المفاجئة مرشحة لتفاعلات أخرى.
بيت الله وليس بيتاً للرجال
وقالت الصحيفة إن المجموعة تضم عدداً من الناشطات الحقوقيات في المجال الإسلامي في فرنسا، مثل نديلا باي، التي تطالب بـ” بنقاش هادئ خول حضور المرأة المسلمة في قاعة الصلاة، فهذا بيت الله وليس بيت الرجال”، أما حنان كريمي، فهي معروفة بنشاطها وتحركها في المجال النسوي الفرنسي خاصة بين المهاجرات المسلمات، وهي تعدّ لأطروحة دكتوراه، حول النوع الاجتماعي في الإسلام، أو كما تقول في إحدى تصريحاتها الصحافية “محاولة لتحليل قدرة المرأة الفرنسية المسلمة على الحراك الاجتماعي”.
قم بكتابة اول تعليق