أروى الوقيان: رفقاً بالحيوان

تتعرض الحيوانات في الكويت لأقسى أنواع التعذيب، رغم أنني لست من محبي الحيوانات، ولكن أجد الرحمة بها واجبة علينا كبشر، الحيوان وُجِد ليوازن الطبيعة في الحياة، والاستخفاف به سيعود على البشرية بكثير من الضرر.
هناك ظواهر غير إنسانية عدة تتم ممارستها على الحيوانات في الكويت، ولعل أخطرها اقتناء حيوانات مفترسة على أنها حيوانات أليفة لصغر سنها كالنمور والأسود، تلك الحيوانات تبدو جميلة وبريئة في صغرها، لكنها حيوانات مفترسة حين تكبر وليس مكانها الطبيعي منزلك، لذا يتم شراؤها ومن ثم التخلص منها بعدما تكبر بشكل غير رسمي إما برميها في الصحراء أو إهدائها لشخص، وفي كل الحالات صحتك وصحة غيرك معرضتان لخطر الفتك من قبل هذه الحيوانات.
وهناك ظاهرة تعتبر الأكثر بشاعة وهي “مجاول الكلاب” إذ يوضع كلبان في ساحة صغيرة للقتال، ويتم المراهنة على الفائز في المعركة، يتعرض الحيوان لهجوم من قبل الحيوان الآخر من فئته ويضطر للقتال حتى يبقى، ومن هنا انتشرت ظاهرة الكلاب المفترسة، فكثير ممن يقوم بتنظيم عملية المراهنة “للمجاول” يقوم بعد ذلك بإطلاق سراح هذا الكلب في الصحراء، إما لكثرة جروحه، وإما لخسارته المتكررة.
تغير هذا الحيوان من أليف إلى حيوان مفترس يتوقع أن يتم قتله لو لم يحارب من أمامه، وتلك هي الكلاب التي تنهش الإنسان وتعرضه للخطر، كل ما يحدث للحيوان من سوء هو من صنع الإنسان مع كل أسف!
وهناك ظاهرة أخرى غير صحية تتمثل في بيع جميع أنواع الحيوانات في سوق الجمعة وبعضها لا يتناسب مع البيئة الحارة الصحراوية للكويت، يتم بيعها بأرخص الأثمان ويتم شراؤها من قبل أشخاص يجهلون أي معلومات عن طبيعة هذا الحيوان، وحين لا يعرفون كيف يتعاملون معه يطلقون سراحه غير مدركين للخطر الذي قد تتعرض له حياته من قبل المارة، وبعض المراهقين الذين يجدون متعة في تعذيب الحيوانات مع كل أسف!
رفقاً بالحيوانات فوجودها مهم، ولكن ما يحدث هنا بإمكانه أن ينتج خللاً مخيفاً لصحة البيئة. نحتاج إلى توعية أكبر ونحتاج إلى خلق بيئة متوازنة، فالحيوان روح والعبث بها محرم، فهناك من يحضر الكتاكيت والأسماك ليلعب بها الأطفال ويخنقونها بجهل لا بتعمد، والتساهل في التعامل مع روح الحيوان هو ذنب كبير في حق الإنسانية.
قفلة:
قمة العنصرية أن تعتبر نفسك الأفضل، وغيرك الكافر. يتم التعامل مع أعياد الأديان الأخرى بكثير من العدوانية من بعض المسلمين، الذين يتعاملون مع الآخر بتعصب مخيف ومنفر، كنت أتمنى لو أننا نتقبل الآخر كما يتقبلنا، ونعايده كما يعايدنا دون استسهال التكفير ونشر فتاوى صغار القوم.
المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.