هل سيكون مجديا مناشدة رئيس الحكومة، أو في هذه الحالة السلطة هنا في أن تكون الحكومة القادمة معبرة عن طموحات الكويتيين، ومتوافقة ومتطلبات التنمية الاقتصادية والنمو الوطني السياسي والاجتماعي المنشود من قبل كل الكويتيين. أم أن العبرة والنهاية.. هي ألا حياة لمن ننادي.
اعتقد ألا حياة لمن تنادي، اذ يبدو ان هناك من حسم امره منذ سنين. وان الثقة التي من المفروض ان تكون متبادلة بين الأسرة الحاكمة والشعب الكويتي غير موجودة، أو هي ان شئنا الانصاف ليست موجودة عند الجانب الذي يتحكم في أوراق اللعبة، وهي الأسرة الحاكمة، الثقة في الواقع ليست مشكلة، وليست مطلوبة اصلا. لأن المطلوب في النهاية ان يكون القرار والحكم للشعب الكويتي، به وباسمه وبالدرجة الاساسية له وليس عليه.
بعد التحرير، وبعد الامتنان الذي شعرت فيه بعض اطراف الاسرة الحاكمة نتيجة لصمود الكويت والاصرار الوطني العام على الالتزام بالشرعية والدفاع عن الكويت شعبا وسلطة، مالت الأسرة وقتها – أو كما بدا واضحا اغلب شبابها – الى الاحتكام للناس والتوسع في الالتزام بالمبادئ الديموقراطية. واصدر بعض الشباب المهم في الاسرة وثيقة التطوير السياسي التي حملت نفسا سياسيا وديموقراطيا كانت ولا تزال الكويت بحاجة إليه. وفعلا تم بشكل طبيعي وهادئ توسعة السلطة الشعبية، واشراك عدد لا بأس به من الكويتيين من غير ابناء الأسرة في الحكم. بل ابدت السلطة كثيرا من المرونة الى درجة التخلي عن وزارة الإعلام كوزارة سيادة. لكن هذه الخطوات الطيبة لم يكتب او لم يترك لها الاستمرار، اذ سرعان ما حدثت الانتكاسة وعادت قبضة الاسرة مرة ثانية على أغلب مؤسسات الدولة، الى درجة زيادة عدد ابناء الأسرة الحاكمة واستعادة حتى وزارة الاعلام – منوا علينا فيها – إلى حضن الأسرة. ليس هذا وحسب، بل جرى بشكل لافت للنظر توسيع ليس المشاركة الشعبية، ولكن «العائلة الحاكمة» نفسها، فتم اشراك أو بالاحرى ضم عدد اكبر من غير ذرية مبارك الى الحكم.. إلى درجة تسليمهم وزارات السيادة كالداخلية والدفاع والإعلام ايضا. وكأن الأسرة «تتحزم» لمواجهة الناس!
رئيس الحكومة المكلف هو أحد أهم قياديي شباب الأسرة الذين اصدروا وثيقة التطوير، وتعهدوا بالاحتكام اكثر للشعب الكويتي. لكن هذا كان قبل بداية العقد قبل الماضي، وجابر المبارك قبل ربع قرن ليس جابر المبارك اليوم.. لهذا سأوفر انفاسي، وعسى الله يكتب ما فيه الخير.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق