“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ( التوبة 105).
أعتقد أن الحكومة مسؤولة عن تلمس هموم المواطنين ومشكلاتهم وأن تضع لها حلولاً واقعية وفعالة. فأولويات المواطنين لا تخرج عن نطاق تحسين الخدمات العامة وتوفير الرعاية السكنية المناسبة وتطوير التعليم والاقتصاد المحلي. أي أن مشكلات وهموم المواطنين هي بشكل أو بآخر هموم المجتمع ككل. فالحكومة الناجحة هي التي تترقب التحديات والمشكلات المستقبلية وتضع خططا فعالة لمواجهتها قبل أن تتفاقم إلى أزمات فعلية. فحين تتلمس الحكومة هموم المواطنين فهي تعكس قدرتها وفاعليتها في ملامسة الواقع الكويتي المحلي, أي أنها ستدرك وستتعامل مباشرة مع ما يعانيه المواطن الكويتي العادي من هموم وتحديات تعليمية وخدماتية واقتصادية. بل من المفترض أن تكون الأولوية الأهم في برنامج عمل الحكومة السعي المستمر للتخفيف عن المواطنين, فإذا تم تطوير الخدمات العامة, وإذا تم الإسراع في تنفيذ المشاريع الإسكانية, وإذا تم وضع حلول عملية لمشكلات الازدحام المروري, وإذا تم تكريس مراقبة حازمة لأسعار السلع الاستهلاكية الاساسية, فسيتوفر للمواطن الكويتي العادي عدد من الفرص لممارسة مواطنة صالحة وبناءة.
كل المواطنين الكويتيين محبون ومخلصون لوطنهم, ومن المفترض أن تسعى الحكومة إلى تكريس أرضيات مناسبة لاستمرار إيفاء المواطن الكويتي بمسؤولياته وواجباته الوطنية. فكلما قلت وطأة الهموم والمشكلات اليومية التي يتعرض لها المواطن الكويتي زادت قدرته على تحقيق مواطنة إيجابية بناءة وفعالة. فعندما تنجح الحكومة في معالجة المشكلات اليومية التي يتعرض لها المواطن وخصوصاً عند محاولته الاستفادة بشكل مناسب من مختلف الخدمات العامة (الصحة- التعليم-البلدية…الخ) فستتمكن الحكومة من تكريس ثقافة المواطنة البناءة في المجتمع.
الحكومة التي تتلمس فعلاً هموم المواطنين ستبدأ بهذه المهمة عن طريق تطوير جهازها الإداري, بهدف التخفيف على المواطن في حياته اليومية. فليس من المفترض أن يتحول الجهاز الاداري الحكومي إلى معوق بيروقراطي يؤرق راحة المواطنين. بل من المفترض أن تحرص الحكومة على تطوير إجراءاتها الادارية المختلفة بشكل يوفر الوقت الثمين للمواطن العادي لتطوير حياته اليومية, ونحن في الكويت نملك القدرة على معالجة المشكلات المترتبة على تعقيد بعض الدورات المستندية في المراجعات الوزارية. إذا توفر للمواطن الكويتي وقت إضافي خلال يومه فهو بالطبع سيستثمره بهدف إثراء تجربته الانسانية عن طريق ممارسة مواطنة كويتية إيجابية وبناءة.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق