صلاح الفضلي: البدون ومجموعة 29

تحت أشعة الشمس الحارقة وفي طقس تصل فيه درجة الحرارة إلى 50 درجة في الظل، ومنذ ما يقرب من أسبوعين، تقف مجموعة من الشابات والشبان أمام صالة التسجيل والقبول بجامعة الكويت لا لشيء إلا للمطالبة بحقوق فئة محرومة من حقوقها الإنسانية، وهذه الفئة المظلومة هي فئة الفائقين من البدون الذين وبرغم نبوغهم وتميزهم وسهر الليالي التي قضوها في الدراسة من أجل الحصول على فرصة لمواصلة تحصيلهم العلمي إلا أن الواقع الظالم يأبى إلا أن يحرمهم من هذا الحق الإنساني الأصيل. هذه المجموعة المدافعة عن حقوق المظلومين هي مجموعة 29.
مجموعة 29 التي تواصل اعتصامها أمام صالة التسجيل بجامعة الكويت يومياً، هي مجموعة من أصحاب الحس الإنساني الرائع البعيد عن أمراض العنصرية والتمييز، مجموعة من الذين لا يحركهم إلا ضميرهم الإنساني الحي. مجموعة 29 التي تضم من بين أفرادها د. ابتهال الخطيب ود. لمى العبدالرزاق ود. شيخة المحارب ود. إقبال العثيمين ولمى العثمان ورنا الخالد ومنى العبدالرزاق تبذل جهوداً رائعة لرفع معاناة فئة البدون المحرومة من خلال سلسلة ندوات لتسليط الضوء على هذه المعاناة، وآخر هذه الجهود هي المطالبة بمقاعد دراسية في جامعة الكويت أو في الجامعات الخاصة لهؤلاء الفائقين. وللعلم فإن مجموعة 29 لا ترمز في مسماها إلى عدد أفرادها وإنما ترمز إلى المادة 29 من الدستور الكويتي التي تنص على أن «الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين».
عندما كنت أتابع تحركات هذه المجموعة الرائعة من المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان وأرى إصرارهم على الوقوف في الجو اللاهب بشكل يومي لساعات طويلة لمناصرة قضية إنسانية، كنت أشعر بالخجل وتأنيب الضمير لعدم مشاركتهم في هذا الجهد، ولكن في المقابل كنت أشعر بالفخر والسرور أن يكون لدينا في المجتمع الكويتي مثل هذه النوعية من الأشخاص الذين ليس لديهم أي دافع أو غاية من نشاطهم سوى محاولة رفع الظلم عن الإنسانية المعذبة والمظلومة في مجتمعنا.
هناك العديد من الأنشطة التي تزمع مجموعة 29 القيام بها وأقربها حفل لتكريم الفائقين البدون يوم الخميس القادم، وهذه الأنشطة تحتاج إلى الدعم والمساندة، ولذلك فإن من الإجحاف أن نترك هذه الثلة القليلة تعمل لوحدها، ولذلك نوجه الدعوة إلى أصحاب الضمائر الحية لدعم هذه المجموعة ومد يد المساعدة لهم. وختاماً أوجه التحية لأفراد هذه المجموعة فرداً فرداً فهم بالفعل نموذج رائع للعمل الإنساني.
المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.