تستهلك الأسواق الأوروبية نحو 14 مليون برميل نفط يومياً، بما يعادل استهلاك اقتصادات آسيا التي تمر بمرحلة نمو كبيرة مقارنة ببقية القارات العالمية، وهو ما يجعل الكويت تركز على الأسواق الأوروبية الناضجة، مع التوجه إلى الأسواق الآسيوية لسد حاجات النمو واغتنام الفرص الاستثمارية المجزية.
واصل مؤتمر الكويت الرابع للنفط والغاز جلساته أمس، حيث ناقشت الجلسة الاولى للمؤتمر في يومه الثاني، الاصلاح والتنويع الاقتصادي ونمو القطاع الخاص، وشارك فيها كل من الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للمواد الحفازة حسن قبازرد، ورئيس مجلس ادارة شركة «ثروة» عساف السالم، والمستشارة الهندسية ليرا الكرتيري، ورئيس برنامج الخليج في البنك الدولي ماريا فجلنسندي.
أما الجلسة الثانية للمؤتمر فناقشت الرؤية بعيدة المدى لصناعة التكرير والتسويق والنقل، وتحدث فيها الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية بخيت الرشيدي ومديرة مركز الابحاث البترولية التابعة لمعهد الابحاث د.مينا معرفي، ونائب الرئيس التنفيذي في شركة بترو فيتنام د. لي مان يونغ، بالاضافة لكبير مساعدي الرئيس في شركة نكسنت اندرو سبيرس، وتاكو دي هان من شركة فلور
التنويع الاقتصادي
وكان محاضرو الجلسة الرابعة ناقشوا طرق الاصلاح والتنويع الاقتصادي ونمو أعمال القطاع الخاص، كما تطرقوا إلى اهم الخطوات التي يجب اتخاذها في الية الاصلاح والتنويع الاقتصادي، مشددين على ضرورة سن قوانين لتطوير البيئة الاستثمارية واشراك القطاع الخاص، كما تحدثوا عن خيارات الطاقة البديلة ودورها في التنويع الاقتصادات الوطنية.
أما الجلسة الخامسة فتحدث فيها المحاضرون عن خارطة الطريق لتطوير عمليات التكرير والتسويق والنقل وكيف لها ان تتماشى مع استراتيجيات الكويت المستقبلية، والدور الذي تلعبه في سبل التنويع الاقتصادي، متطرقين إلى سبل التكامل الناجح لسلسلة عمليات التكرير والتسويق والنقل، وكيفية قيادة مشاريع التكرير المحلية عبر التعاون والابتكار، اضافة إلى كيفية استفادة الكويت من فرص التوسع في عمليات التكرير والتسويق في اسيا واوربا.
نمو «البترول العالمية»
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية بخيت الرشيدي، خلال كلمته في مؤتمر الكويت الرابع للنفط والغاز، أن الأسواق الاوروبية اليوم تستهلك ما يقارب 14 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل استهلاك الاقتصادات الاسيوية التي تمر بمرحلة نمو كبيرة مقارنة ببقية القارات العالمية، مضيفاً أنه «يجب علينا التركيز على الأسواق الاوروبية لما لديها من أسواق ناضجة، بالإضافة الى التوجه للأسواق الاسيوية لسد حاجات النمو واغتنام الفرص الاستثمارية المجزية والتي تحقق الاهداف الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية لعام 2030، وهي تأمين مرافئ للنفط الخام الكويتي وتعزيز قيمته السوقية.
وأشار الرشيدي في كلمته على هامش المؤتمر، إلى أن النمو في الأسواق الآسيوية سوف يزيد الطلب بقدر 10.2 ملايين برميل يومياً خلال العشرين عاماً القادمة أي بنسبة زيادة 51% من الطلب العالمي، فيما سيستمر انخفاض الطلب في قارتي أوروبا وأميركا الشمالية، وعليه تعتزم مؤسسة البترول الكويتية عن طريق ذراعها العالمية، شركة البترول الكويتية العالمية، النمو الاستراتيجي في قطاع التكرير والبتروكيماويات الآسيوي.
وأضاف أن الانخفاض العالمي لأسعار النفط أضر بالصناعة النفطية بشكل عام وقطاع التكرير بشكل خاص ولكن على الرغم من ذلك، استطاعت مصافي شركة البترول الكويتية العالمية ان تحقق أرباحا تشغيلية.
أما فيما يخص مشروع مصفاة ومصنع البتروكيماويات فيتنام، فقد أوضح الرشيدي بأنه يسير كما مخطط له في خطة العمل والجدول الزمني المعد له، حيث فاقت نسبة التنفيذ 80% وسوف تتوج البترول العالمية العام القادم 2017 بالتشغيل التجاري للمصفاة.
المبيعات
وأوضح الرشيدي أن مبيعات البترول العالمية بلغت 450 ألف برميل يوميا من خلال عدة نشاطات تمتلكها الشركة لتكرير وتسويق المنتجات النفطية على الرغم من النمو البطيء في الاسواق الاوروبية، وخص بالذكر فرع شركة البترول الكويتية العالمية لتزويد الطائرات بالوقود (Q8Aviation) وشركة أوكي كيو أيت (OKQ8) واللتين حققتا أرباحاً قياسيةً.
ولفت الرشيدي إلى أن شركة (OKQ8) مملوكة للبترول العالمية بنسبة 50% وتمارس نشاطها في بيع وقود التجزئة في السويد والدنمارك، مبيناً أنها استطاعت أن ترفع الأرباح التشغيلية في السوق بشكل ملحوظ، كما تعتزم شركة البترول العالمية لزيوت التزييت (Q8Oils) التوسع في اسواق الخليج العربي وإفريقيا، وذلك عن طريق مصنعها في مدينة آنتويرب البلجيكية، والذي تم تحديثه وسوف يتم افتتاحه في بلجيكا الشهر القادم.
تثبيت الإنتاج
وتوقع الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية لصناعة المواد الحفازة ورئيس دائرة الابحاث في منظمة «اوبك» د. حسن قبازرد، عدم تأثر أسعار النفط باجتماع دول أوبك وخارجها في الدوحة الاسبوع المقبل، موضحا ان الاسعار لن تتغير حتى اذا ما تم الاتفاق بين الدول على تثبيت الانتاج عند مستويات يناير الماضي.
وأضاف قبازرد، في تصريحات على هامش المؤتمر، أن معدل أسعار النفط سوف يكون بين مستوى 35 إلى 40 دولارا بنهاية 2016، مشيرا إلى ان الاسعار سوف تلامس 60 دولارا نهاية 2017.
ولفت إلى أن الحل الوحيد لتحريك الأسعار في الفترة المقبلة يتمثل في اتفاق الدول من داخل أوبك وخارجها على تقليل الإنتاج وخفض الامدادات للسوق والالتزام بهذا الاتفاق، مبينا انه من المتوقع زيادة الطلب بنحو 1.25 مليون برميل يوميا خلال 2017، وهو ما سيؤدي إلى توازن السوق.
وفيما يتعلق بالاستثمارات في القطاع النفطي في العالم أوضح أنها باتت في انخفاض ولكن هناك بعض الدول التي لديها نظرة مستقبلية وتعمل على زيادة استثماراتها في الفترة الحالية ومنها دول الخليج والكويت، لافتا إلى ان قلة الاستثمارات في الوقت الحالي ستلعب دورا في دعم الأسعار.
وألمح قبازرد إلى أن السوق مليء بالنفط بسبب زيادة الكميات من دول اوبك وخارجها، موضحا ان هناك مؤشرات لزيادة تلك الكميات مستقبلا مع دخول بعض المنتجين الجدد، وعودة بعض الدول إلى زيادة إنتاجها مرة أخرى منها العراق وروسيا ولبيا.
الطاقة الشمسية
ومن جانبها، قالت المديرة التنفيذية للمبيعات وإدارة الأعمال في «جلاس بوينت» للطاقة في الكويت مي الزنكي، إن الشركة تعتبر من الشركات الرائدة في المنطقة في توليد الطاقة الشمسية الذي يستخدم في حقن ابار النفط بالبخار، مشيرة إلى ان اهتمام الشركة يركز على عمليات حقن البخار عن طريق تكنولوجيا حديثة لتوليد البخار للحقن في المكامن النفطية وذلك لزيادة الاحتياطي والانتاج.
وأضافت الزنكي أن استخدام تقنية الحقن بالبخار في الكويت سوف يركز على حقل الرتقة للنفط الثقيل في شمال الكويت، مؤكدة أن استخدام تلك التكنولوجيا الحديثة سوف يعزز من زيادة الإنتاج للنفط الثقيل، بالإضافة إلى تحقيق رؤية سمو أمير البلاد بإنتاج 15 في المئة من استخدامات الطاقة، تكون من الطاقة البديلة، وخصوصا من الطاقة الشمسية.
وقالت ان الشركة لها تجربة رائدة في الحقن بالبخار في استخراج النفط الثقيل في سلطنة عمان، في مشروع «مراة» بالتعاون مع شركه تنمية نفط عمان، والذي يعد اكبر مشروع في الطاقة الشمسيهة بتكلفة اجمالية 600 مليون دولار، موضحة ان هذا المشروع يقضي بإنتاج ٦٠٠٠ طن من البخار يوميا، وقد قامت الشركة قبل ذلك بتنفيذ مشروع الأمل لإنتاج ٥٠ طناً من البخار يوميا وبكفاءة تشغيلية تصل الى ٩٨٪ لمدة الثلاث سنوات السابقة.
وبينت ان فائدة تلك المشاريع تكمن في انخفاض التكلفة على المدى البعيد، لاسيما ان تكلفة الانشاء تكون للمرة الاولى فقط، خصوصا ان الطريقة التقليدية لتوليد البخار تعتمد على الغاز او الديزل، وهي مصادر نادرة في الكويت وعمان، موضحة أن استخدام الطاقة الشمسية يوفر هذه المصادر بنسبة 80٪.
وقالت ان مؤسسة البترول الكويتية ونفط الكويت تبذلان الجهد لتنفيذ كل ما هو جديد في مجال استخراج النفط للوصول إلى الاهداف الموضوعة لـ»نفط الكويت» التي تركز على الوصول إلى 4 ملايين برميل في 2020.
قم بكتابة اول تعليق