«البنتاغون» تدعو الجيش إلى الحياد في «الرئاسية»

مع تكاثر الطروحات المثيرة للجدل للمرشحين الجمهوريين للرئاسة، ذكّر رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال جو دانفورد العسكريين الأميركيين بوجوب عدم إبداء وجهات نظر حول الانتخابات الرئاسية، في وقت لام فيه المرشح الشعبوي دونالد ترامب النظام على خسارته في كولورادو.

ذكّر رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال جو دانفورد العسكريين الأميركيين بوجوب عدم إبداء وجهات نظر سياسية في موسم انتخابي يشهد منافسة محتدمة ودعوات من المرشحين الجمهوريين لاتخاذ إجراءات عسكرية موضع جدل، على ما قال المتحدث باسم قائد الأركان الكابتن البحري غريغ هيكس أمس الأول.
وينشر الجنرال دانفورد، وهو المستشار العسكري الأول لوزير الدفاع أشتون كارتر، رسالة في الأيام المقبلة يحض فيها القوات على لزوم الحياد السياسي في مواقفهم العلنية.
وتأتي الوثيقة بعدما سئل عدد من كبار المسؤولين العسكريين عما إذا كانوا يوافقون على آراء صدرت عن مرشحين جمهوريين، من بينها دعوة المرشح تيد كروز الى شن غارات مكثفة على أجزاء من العراق وسورية، وإعلان الشبعوي دونالد ترامب أنه في حال فوزه سيستأنف استخدام تقنيات الاستجواب المشددة ضد مشتبه بهم موقوفين.
وقال هيكس: “ثمة توجه متزايد، حيث يحاول البعض استدراج قواتنا الى السجالات السياسية القائمة. هذا لا يساعد بلادنا ولا يساعد القوات”.
وأوضح ان القيادة العسكرية الاميركية غالبا ما تدعو القوات الى البقاء بعيدا عن السجالات الانتخابية، مشيرا الى أن النأي عن السياسة هو تقليد يتبعه البنتاغون منذ زمن بعيد. غير أن المواضيع المطروحة في الحملة الانتخابية الحالية تثير جدلا استثنائيا.
فقد دعا ترامب الى تعميم استخدام التعذيب، كما دعا الى قتل عائلات المشتبه بانتمائهم الى تنظيم “داعش”، ولو انه تراجع لاحقا عن ذلك.
واعرب دانفورد صراحة عن استيائه لطرح الصحافيين باستمرار اسئلة على مسؤولي “البنتاغون” عن مواقف ترامب. وسئل دانفورد نفسه الشهر الماضي ما اذا كان يوافق على تأكيد ترامب بأن حلف شمال الاطلسي تخطاه الزمن.
وفي فبراير، سأل عضو في “البنتاغون” دانفود ما اذا كان يؤيد دعوات ترامب الى استخدام التعذيب ضد المشتبه بهم في قضايا ارهاب وإلى “قتل” عائلاتهم.

«CIA»

وجاء موقف “البنتاغون” بعد ساعات من تأكيد مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) جون برينان، أمس، أن موظفيه لن يستخدموا وسائل الاستجواب الشديدة او يشاركوا فيها مثل الإيهام بالغرق حتى لو أمر بذلك الرئيس الأميركي المقبل.
وقال برينان في مقابلة مع محطة “سي إن إن” الاخبارية الأميركية: “انا لن أوافق على استخدام هذه التكتيكات والتقنيات التي سمعت انها انتشرت هنا بوكالة المخابرات الأميركية، لأن هذه المؤسسة تحتاج إلى الصمود والبقاء”.
وكانت إدارة الرئيس باراك اوباما قد أوقفت استخدام طريقة الايهام بالغرق في عام 2009، حيث كانت تستخدمها الـ “CIA” ضد الأشخاص الذين يشتبه بتورطهم بأنشطة إرهابية، وذلك بعد هجمات 11 سبتمبر.

كولورادو

وندد المرشح الشعبوي دونالد ترامب، الأوفر حظا لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أمس الأول، بنظام مغشوش بعد هزيمة كبيرة مني بها في ولاية كولورادو، حيث فاز منافسه تيد كروز بجميع المندوبين في عطلة نهاية الاسبوع، وفق نظام انتخابي معقد.
وحصل سناتور تكساس على 34 مندوبا وفق آلية توزيع المندوبين التي تضمنت مؤتمرا حزبيا نظم السبت الماضي من دون استشارة الناخبين، وسلسلة من عمليات التصويت وفق المناطق.
وقال ترامب: “إنني جديد على النظام وفزت بأصوات ملايين الناخبين، لكن النظام مغشوش، إنه احتيال”.
ويعطي نظام الانتخابات التمهيدية في كولورادو وزنا اكبر لجهاز الحزب الجمهوري في منح المندوبين، وهو يختلف عن الانتخابات التمهيدية والمجالس الناخبة التي تنظمها ولايات اخرى، حيث يختار الناخبون مرشحهم ويتم توزيع المندوبين على قاعدة النسبية.
وقال رجل الأعمال الثري مستنكرا: “فزت مرة أخرى بملايين الاصوات، ليس مليونين، بل ملايين الاصوات أكثر من كروز في الانتخابات التمهيدية”.
واتهم مندوبي خصمه بالذهاب الى شمال كارولاينا الذي حقق فيها ترامب فوزا كاسحا لمحاولة كسب تأييد مندوبين واحدا واحدا، ودفعهم الى اختيار كروز في حال اتجه الحزب الى مؤتمر خلافي في يوليو.
وحقق سيناتور تكساس في كولورادو رابع فوز له على ترامب الذي يبقى رغم ذلك، متقدما السباق مع 746 مندوبا مقابل 538 لكروز، من أصل 1237 مندوبا يفترض الحصول على تأييدهم لنيل ترشيح الحزب.
وانتصار كروز في كولورادو وويسكونسن يعيق تقدم ترامب لنيل هذه الغالبية المطلقة من المندوبين.
وفي رد على ترامب، سخر فريق كروز من جهل ترامب للنظام السياسي.
وقال مؤسس حركة حزب الشاي المحافظة المتشددة جادسون فيليبس المؤيد لكروز في حديت تلفزيوني إن “كروز يعرف القواعد، في حين ان ترامب يجهل القواعد وليس لديه أحد محليا يعرفها”.
من جهة أخرى، ألقت الشرطة الاميركية القبض على أكثر من 400 متظاهر بتهمة التسبب في ازدحام وعرقلة السير والإزعاج خارج مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن.
وكان متظاهرون ينتمون لجماعة “ربيع الديمقراطية” تجمعوا أمام الكونغرس، مطالبين بـ “اتخاذ اجراء فوري لإنهاء الفساد المتمثل في هيمنة المال على السياسة وضمان انتخابات حرة ونزيهة”.
(واشنطن- أ ف ب، كونا، رويترز، د ب أ)

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.