لم يكن الحريق الذي اندلع في سرداب بمبنى مشروع «جامعة الشدادية»، اليوم الأربعاء، هو الأول من نوعه، وقد لايكون الأخير، لا سيما أن المبنى الذي هو قيد الانشاء تعرض لسلسلة حرائق منذ انطلاق المشروع ، ومن كثرة الحرائق التي تعرض لها المشروع ، أصبحت مثل هذه الحوادث محل تساؤل الكثيرين : مالسر وراء تكرار حرائق مشروع «جامعة الشدادية» ؟!
واقع مر تعيشة «جامعة الشدادية»، بعد أن كتب عليها استقبال رجال الإطفاء بآلياتهم لإخماد لهيبها، بدلا من اسقبال طلبة وطالبات الكويت.
حريق اليوم هو الخامس الذي يلتهم الجامعة، ومراكز الإطفاء تسارع كالعادة الى موقع الحريق، من دون الوقوف على أسباب منطقية تحول دون تكرار تلك الحرائق.
ثلاثة حرائق في 10 أيام
في عام 2013، تعرضت الجامعة لثلاثة حرائق خلال عشرة أيام، وقد أتى إحد الحرائق وقتها على جزء كبير من مبنى كلية الهندسة والبترول قسم البنات، وسط تجدد للإشاعات التي لم تنته، عن أن الحريق قد يكون مفتعلاً.
وكانت التقارير وقتها تشير إلى أنها حوادث عرضية، ولا تبدو أي مؤشرات جنائية وراءها.
وقد نفت الحكومة وقتها على لسان الشيخ محمد العبدالله الذي كان وزيرا للبلدية، الربط بين قرار إلغاء منع الاختلاط وبين الحرائق التي اندلعت، وقال حينها «الحديث عن أن الحادث سياسي كلام لم يثبت، وإن ثبتت صحة هذا الكلام فإن مفتعل الحرائق شخص مريض، وما يفعله هو هدر للأموال العامة، وتعطيل لمستقبل الأجيال وإرهاق للأجهزة الحكومية، وعلى رأسها الإطفاء».
الحريق الرابع والتهوين الحكومي
في 11 نوفمبر 2015 كان الحريق الرابع، الذي اندلع بمبنى «جامعة الشدادية»، ووصفه وقتها الدكتور بدر العيسى وزير التربية والتعليم العالى، بالمحدود والطفيف وأنه لن يؤثر على الخطة الزمنية لانجاز المشروع!
لم ينته الأمر عند ذلك التاريخ، وهاهي الحرائق تتكرر مجدداً في أبريل 2016، وعلى مساحة تقدر بأكثر من 4000 متر مربع، ولا نعرف بعد هل يكون الخامس فقط هذا العام، أم سنجد السادس والسابع والعاشر ..في 2016؟ إلى متى نفيق على أخبار حرائق الجامعة بدلا من أن نزف خبر بدء تشغيلها إلى أهل الكويت.
وكأن تلك الجامعة التي ننشدها منذ سنوات طويلة، لا يريد لها البعض أن تظلل أهل الكويت بعلومها وعلمائها.
السؤال الذي نطرحه للمرة الخامسة هل تأكد القائمون على البرنامج الإنشائي بجامعة الكويت بمدى مطابقة بنود الاتفاق والتي تشترط الأمن والسلامة وتركيب مضادات للحريق في مواقع الجامعة للأسف الواقع يثبت خلاف ذلك حيث تكررت الحرائق للمرة الخامسة دون معالجة جذرية.
وقيل وقتها أن مشروع الشدادية بالكامل يخضع للمراقبة بالكاميرات ، فأين صيد الكاميرات؟.
إن كثرة الحرائق التي تتعرض لها جامعة الشدادية قبل ان يرى المبنى النور ، تجعل الكفة ترجح ان الحرائق هي بفعل فاعل.
قم بكتابة اول تعليق