مشروع مستقبلي : زراعة أسطح البنايات وتحويلها إلى حدائق متكاملة

بات في الإمكان تخضير أسطح المنازل والمرافق العامة والخاصة في البلاد، وتحويل الأماكن الفارغة والقابلة للزراعة إلى حدائق متكاملة للترفيه والزراعة وتوفير الطاقة ومقاومة التلوث، بعدما ظلّ كل ذلك «فريضة غائبة» في الكويت. هذا ما يثبته بحث حديث أنجزه الخبير الزراعي د.طارق فهمي ، ويهدف الى الاهتمام بتجميل وزراعة أسطح المنازل بالخضر والفواكه والزهور وحتى النباتات العطرية، بطريقة نظيفة دون استخدام المبيدات.
فإلى جانب المنحى الجمالي الذي يستهدفه مشروع البحث لتحويل «خرابات» الأسطح الى حدائق غنّاء، فإنه سيوفر الغذاء المضمون من الخضر والفاكهة ويجعله في المتناول وبأقل التكاليف.
بحث الخبير فهمي، الذي عمل بالهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وضع النقاط على الحروف لإنجاز وتنفيذ «زراعة منهجية» لأسطح المنازل أو شرفاتها أو حتى جزءا من حدائق البيوت:

يقول فهمي في مقدمة بحثه: إن زيادة المباني السكنية والخدمية والسيارات والانشاءات الصناعية فى المدينة، مع قلة الغطاء النباتي، ادت الى زيادة التلوث ما دعا الى البحث عن طرق لزيادة المساحات الخضراء ومسطحاتها وتقليل منسوب التلوث. ومن أمثلة ذلك، زراعة اسطح المنازل والهيئات الخدمية المختلفة، الأمر الذي يقلل من التلوث وينشر شكلا جماليا تزينه النباتات والزهور، بدلاً من «الزراعة الحديدية» التي تغزو الأسطح بالصحون اللاقطة.
ويضيف انه بات في مقدور الجميع الحصول على النباتات المختلفة، ومن بينها الخضراوات الطازجة الآمنة والخالية من المبيدات الضارة بالإنسان، كما يمكن ان ينسحب الأمر الى زراعة اسطح المدارس لتدريب الطلاب، وزراعة اسطح الأبنية الحكومية كذلك.
وبطبيعة الحال، قد تكون الاسطح مليئة بالمهملات وبالتالي تكون مصدرا للحشرات والقوارض، وقد يكون شكل السطح منفرا للعين لكن بقليل من العمل يمكن تعديل الوضع وتحويله الى حديقة مفعمة بالحياة.
ويضيف فهمي: يمكن ايضا زراعة بعض النباتات الطبية والعطريات، التي لها تأثير علاجي مثل البردقوش وحصى اللبان والنعناع والريحان، مشيرا الى ان من فوائدها ايضا انها تمتص الكثير من ثاني اكسيد الكربون وتنتج الأكسجين.

تطبيق عملي
عملياً، يشرح لنا فهمي، إن حاويات الزراعة على الأسطح تنقسم إلى الطاولة التي يمكن عملها بأنفسنا من الخشب بأطوال متر عرضا ومتر طولا وثلاثة ارباع المتر ارتفاعا، مع جوانب ارتفاعها 10 سنتمترات ويمكن استخدم «سدايب» من الخشب بطول 1 متر وعرض 7 سنتيمترات. وتبطن الطاولة ببلاستيك من البولي ايثلين ثم يتم تركيب حوض صرف عادي عبر فتحة في قاعدة الطاولة ليتم صرف الماء الزائد، ويوضع اسفل الصرف درام (سطل) لاستقبال الماء، كما يوضع بالبطانة البلاستيكية بيئة الزراعة مثلا (مخلوط البيت موس والبيرليت بنسبة 1:1 ثم تنثر البذور بها وتروى ويزرع بها انواع مختلفة من الخضر مثل الجرجير والبقدونس والفجل والكزبرة والشبت والسبانخ) .

في أصص
ويشير البحث الى امكان ان تكون الزراعة في اصص، بعد التأكد من عمل ثقوب عند قاعدة الأصيص للصرف، كما يمكن الزراعة في اكياس من البولي ايثلين بدلا من الأصص. واثبت البحث زراعة الطماطم والفلفل والباذنجان والكوسة والخيار والكرنب والخس والقنبيط والفول والعطر فوق السطح في اصص واكياس معلقة.
وعن «الزراعة في الأكياس»، يقول فهمي: الأكياس المعلقة لا تشغل مساحة كبيرة وهي تملأ ببيئات خفيفة الوزن مثل البيرليت ويتم عمل فتحات في أسفل وأعلى الأكياس لتحسين التهوية والصرف ثم توضع على الأسوار أو بواسطة حوامل ويزرع بها النباتات ذات الأحجام الصغيرة مثل الفراولة والفاصولياء والشبت والبقدونس والكزبرة.
أما «الباكتات المعلقة» فيقول انها تتبع النظام الزراعي ذاته، لكن يزرع بها النباتات ذات الأحجام الصغيرة مثل الفراولة والفاصولياء والشبت والبقدونس والكزبرة.

حلول إضافية
ويشير البحث الى حلول اخرى للزراعة، اذا كان سطح المنزل او حديقته بمساحة ضيقة، إذ بالإمكان انجاز الزراعة في «الأنابيب»، حيث نستخدم انابيب قطرها 4 بوصات بعد عمل فتحات لوضع أكياس بلاستيكية مملوءة بالبيئة الزراعية، ويُضخ داخلها المحلول المغذي عن طريق هوز ري موصل بمضخة موضوعة في تنك به المحلول المغذي والأنابيب مثبتة على حوامل حديدية على شكل حرف A مع عمل حوامل حديدية جانبية يثبت عليها الانابيب، ويكون وضع الانابيب بميل سم لكل متر على الحوامل بحيث يرجع المحلول المغذي مرة أخرى الى التنك، وهنا يمكن ان نزرع بها الفراولة (كما رأينا في محميات بمزرعة الدماك بالوفرة) والثوم والبصل والخس.

أسطح الجامعة
لكن ماذا عن الطقس الحاد صيف وشتاء؟
يقول الخبير الزراعي محمد الفريح، في هذا الخصوص: يمكن استخدام البيوت المحمية بسهولة ووفق المساحة المتاحة وحاليا نقدم عرضا مدروسا إلى جامعة الكويت لزراعة أسطح بعض مبانيها. ويوضح: الأمر ليس مكلفا أمام الفائدة المرجوة منه بيئيا وغذائيا وجماليا أيضا.

حبوب الأرز

بحث الدكتور فهمي يشير الى ان «سرس» الأرز، أي قشور الحبوب، يعتبر بيئة خفيفة الوزن وجيدة التهوية ويمكن استخدامها مع بيئات أخرى لتحسين التهوية والصرف.
أما الياف جوز الهند فعبارة عن قشور ثمار جوز الهند ولها القدرة على الاحتفاظ بالماء وجيدة التهوية وبطيئة التحلل ويمكن استخدامها لأكثر من عام.

الزراعة في المراقد

يمكن الزراعة في المراقد المصنوعة من اطار خشبي بطول مترين وعرض متر وارتفاع ربع المتر، ومن الداخل يوضع البولي ايثلين بسمك 1 مللي، ثم يملأ الاطار من الداخل ببيتموس وبيرليت، ثم نبدأ زراعة الفراولة والخس والنعناع والفاصولياء وغيرها بعد عمل وسيلة صرف أسفل المراقد التي يمكن التحكم في حجمها.

زراعة بالرذاذ

جذور النباتات قادرة على النمو في حيز مغلق من الهواء المشبع برذاذ المحلول المغذي، وهو عبارة عن هيكل مصمم من الفوم بشكل هرمي ويدعم من الداخل بمثلثات من الحديد المعزول، وهذا النظام يصلح للنباتات ذات الأحجام الصغيرة مثل الخس والفراولة والفجل والشبت والبقدونس والكزبرة وتعتبر هذه الطريقة مناسبة لتكثيف الزراعة في وحدة المساحة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.