احمد الله تعالى اذ عجل لنا بختام شهر (شعبان) وأمَنّ لنا اطلالتنا على شهر (رمضان) لعل هذا الاخير يحمل لنا خاتمة لتلك الحرب التي عشناها باستخدام اللسان والموقف بالتهديد والوعيد والغضب والتفكك والانشطار وتبادل سوء النية والاستعداد الحيواني للانسان في ابتلاع اخيه الانسان باسم حرية الرأي والفهم الاصح والرؤية الثاقبة حتى تحولت فيها الألسنة الى سكاكين والاذرع الى سيوف لاجتثاث الاخضر واليابس.
بصراحة متعبة انا… مرهقة… حائرة… اصارع الاحباط بصوت عالٍ وانتصر للتفاؤل بصوت منخفض… ما زالت اقدامي العارية تطأ ارضا حارقة وما زال رأسي المكشوف يستقبل الشمس التي وصفها الاقدمون (بأنها تفضخ دماغ الكافر).
انني ابحث عن مظلة تقيني الاجواء التي اعيشها وتأخذ بيدي – عبر الظل – الى ما يطمئنني على اولادي واحفادي من الجنسين وقبلهما ارضي ونظامي وديموقراطيتي بدستورها والقوانين التي عَمُرَ بوجودها هذا البيت، هذا الوطن.
اليوم ما اكتفت الارض بالحرقة فقط بل اصبحت تتخلخل وتهتز تحت اقدامنا حتى ضاعت (قبلتنا) واصبحنا ندور مع (الفرجار) نصلي في كل الاتجاهات لعلنا نحظى بالقبلة.
٭٭٭
اضاعف الشكر هنا للغالية صفاء الهاشم التي هزت العرش لتتمكن من رؤية ما خفي، ولعمري، لقد كان اعظم!!!
وهكذا دخلنا ممر المحاولات للاصلاح والتعديل والتبديل والترميم بالعودة الى مجلس 2009 فانبثق معين العسر مرة اخرى، حتى دخلت المحكمة الدستورية العليا على الخط الا ان من استشف احتمال إتيان حكمها خارج دائرة صالحه انبرى مدافعا يقلب ظهر المجنّ حتى انشطرت احلام الكتلة المسماة (بالاغلبية) محاولة العودة الى منبعها (الكتلة) (الشعبوية) (الشباب) (السلف) لتنطبق على هذا الانشطار مقولة (رب ضارة نافعة) فالرأي أي رأي لا يمكن ان يبلغ نضجه ان لم يواجه برأي آخر وتحدٍّ فكري وهذا هو المسار الصحي… ولكن الى اين؟؟؟؟
اليوم… وفي هذه المعمعة انا ابحث عن مظلتي واقصد بها المظلة النسائية فأين تقف نساؤنا مما يحدث وهي الشريكة في هذا الوطن ونظامه وهي الشريكة الفعلية في نتائج الانتخابات بتصريح وتلميح واعتراف من كل الرجال الذين فازوا في انتخابات 2012 ام انهم بعد المكاسب تحولوا الى (ذكور) فقط وتركوا المرجلة لغيرهم؟؟؟
لا ادري ان كان ظنا ما اشعر به ام حقيقة وهي ان المرأة في الانتخابات السابقة قد اتُّفِق بين (الديكة) على ان تلعب دور (البطانة في الثوب) تسنده نعم وتظهره بأحسن الصور ولكنها تبقى في الخلف لأنها انثى (وليس الذكر كالانثى).
عار عظيم على امرأة الحاضر، امرأة الحداثة، امرأة العالم المفتوح والحرّ، امرأة التعلم والتعليم ان تلعب دور (حدّوة الحصان) تثبّت اقدامه ليكسب السباق حتى تبتسم له بغباء.
قاسية انا؟؟ نعم! وعلى نفسي – ربما – اكثر مما هو على الغير، لكنني اعيش عالما لا املكه (بحكم سّني) فأين شابات هذا العالم الظالم؟ هل استمرأن مسميات (الاعلامية اللامعة) (الناشطة السياسية) (الناشطة القانونية).
اين ذهبت النائبات الاربع اللاتي وجدن في فوزهن تتويجا لنضال السنين؟؟؟
أتراهن كن واقفات على رمال متحركة؟؟؟
بصراحة ما كرهت في حياتي مثل كرهي للتذكير أو التأنيث في التفكير والعمل ولكن الخدعة الكبرى التي تعرضت لها نساء هذا البلد لابد لها من صحوة وصحوة قوية فيها من القوة والتلاحم والصمود ما يجعل منها طاقة ايجابية مؤثرة بديلا عن الشرذمة التي نعيشها والتي جعلت مكاسبها تتسرب من بين اصابعنا الى العدم فهل اجد بينكم من يعين؟؟ رجلا كان أو امرأة.
فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق