يبدأ سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء غدا الثلاثاء زيارة رسمية على رأس وفد إلى بنغلاديش وذلك ضمن جولة آسيوية تشمل فيتنام وكوريا الجنوبية واليابان.
وتجمع دولة الكويت والدول المزمع زيارتها خلال الجولة علاقات متينة من جميع النواحي وفي مختلف المجالات إذ تحرص من خلال هذه الزيارات رفيعة المستوى على تعزيز العلاقات وآفاق التعاون المختلفة مع هذه الدول.
وتسعى الكويت الى استثمار هذه العلاقات في تنفيذ خططها التنموية الطموحة من خلال الاستفادة من جميع النماذج التنموية في البلدان ذات التجارب المتميزة، لاسيما أن دول جنوب شرق وشرق آسيا حققت نهضة كبيرة بخطوات متسارعة.
وتأتي زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء إلى بنغلاديش على رأس وفد رسمي لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتعليمية.
وشهدت العلاقات الكويتية – البنغلاديشية تطورات بارزة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أوائل سبعينيات القرن الماضي مما عزز من متانتها.
ولعل ابرز دليل على متانة هذه العلاقات هو موقف بنغلاديش الرافض للغزو العراقي لدولة الكويت عام 1990 ومساهمتها العسكرية في حرب التحرير عام 1991 من خلال ارسال فرقة عسكرية ضمن قوات التحالف الدولي المشاركة في عملية تحرير الكويت.
كما قامت رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة خالدة ضياء بزيارة رسمية للكويت في شهر مايو 1991 للاعراب عن تضامنها للبلاد بعد تحريرها في شهر فبراير من العام نفسه.
وساهمت بنغلاديش ايضا بقوة عسكرية ضمن القوات الدولية لحفظ السلام الدولية على الحدود الكويتية العراقية «يونيكوم» الى جانب مساهمتها في قوة لازالة الالغام التي زرعها الجيش العراقي في الاراضي الكويتية.
ويرتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات التجارية العسكرية ويعمل عدد كبير من القوات العسكرية البنغلاديشية في الجيش الكويتي في أعمال مساندة وأخرى لوجيستية.
وعلى الصعيد الاقتصادي تسعى كل من الكويت وبنغلاديش إلى تعزيز العلاقات الثنائية في مجالي الاقتصاد والتجارة والعمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمار لاسيما ان بنغلاديش لديها وفرة في الأيدي العاملة.
ففي عام 2011 وقع البلدان الاتفاقية التجارية الثنائية لتحسين العلاقات التجارية والاستثمارية والتي حلت مكان سابقتها التي وقعت عام 1979.
واظهرت الإحصائيات أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين بلغ قبل الغزو العراقي للكويت حوالي 25 مليون دولار بما فيها مشتريات بنغلاديش من النفط الخام الكويتي فيما شهدت هذه القيمة انخفاضا كبيرا بعد التحرير الامر الذي دفع البلدين الى العمل على رفع قيمة التبادل التجاري.
وكانت بنغلاديش تصدر إلى الكويت الشاي والخضراوات والسمك الطازج والجلود والملابس الجاهزة والمنسوجات والقطن والأجهزة الكهربائية في حين تشمل وارداتها من الكويت المنتجات البترولية والكيميائية وبعض المعادن الأساسية.
وبلغ حجم صادرات بنغلاديش إلى الكويت حوالي 8ر5 مليون دولار في عام 2010 في حين بلغ إجمالي مدفوعاتها للواردات الكويتية في نفس العام حوالي 6ر513 مليون دولار.
وشهد عام 1995 اقامة مكتب تنمية الصادرات في بنغلاديش المعرض التجاري الأول في الكويت حيث شاركت فيه 15 شركة بنغالية وذلك بهدف تسهيل اللقاء برجال الأعمال الكويتيين.
أما عن الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية فقد أولى اهتماما كبيرا بالمشاريع التي تتقدم بها الحكومة البنغلاديشية بما يعود عليها بالفائدة حيث وقع اتفاقية قرض بقيمة 15 مليون دينار كويتي لتمويل مشروع محطة توليد كهرباء «شيخالبهاء» بقدرة 225 ميغاواط.
وفي عام 2012 وقع الصندوق أيضا اتفاقية قرض لمدينة دكا مع حكومة بنغلاديش بقيمة 14 مليون دينار كويتي للاسهام في تمويل مشروع «جسر ليبوخالي» لتيسير حركة المرور وحركة النقل للركاب.
وعلى صعيد التعاون في المجالات الاسلامية وقعت الكويت مذكرة تفاهم مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في بنغلاديش لتأكيد أهمية التواصل مع هذه الوزارات في دول العالم الإسلامي والمساهمة في تبادل الخبرات والزيارات والمعرفة ونقل التجارب التي قدمتها وزارة الأوقاف الكويتية.
وفي جانب النقل الجوي فقد دشنت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية خطا جويا من الكويت إلى مدينة «تشيتاجونج» التجارية في بنغلاديش لجذب ركاب الترانزيت المتجهين إلى بنغلاديش من أوروبا وأمريكا وبالعكس.
وعلى الصعيد الثقافي وقع «بيت الكويت للاعمال الوطنية» في عام 2015 اتفاقية تعاون ثقافي مع بنغلاديش لتبادل الأجنحة مع القوات المسلحة البنغالية وفتح جناح عن تاريخ الكويت وحضارتها في بنغلاديش.
وعلى الصعيد الإنساني قدمت جمعية صندوق إعانة المرضى 11 جهازا لغسل الكلى تبرعا من مبرات خيرية كويتية إلى مركز غسل الكلى في بنغلاديش كما توفر له الجمعية محاليل الغسل والأدوية اللازمة وتشرف على إدارته اللجنة الكويتية المشتركة للاغاثة بالتعاون مع الجمعية.
قم بكتابة اول تعليق