رئيس الوزراء في سيئول اليوم .. و توجهٌ لعلاج المرضى في كوريا الجنوبية

يجري رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك خلال زيارته الرسمية إلى كوريا الجنوبية اليوم على رأس وفد رسمي مباحثات مع كبار المسؤولين الكوريين تعنى بتعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين ضمن جولة آسيوية لسموه شملت بنغلادش وفيتنام ويختتمها بزيارة اليابان.
وقال سفير الكويت لدى كوريا الجنوبية جاسم البديوي: «إن الزيارة تعكس قناعة البلدين بتطوير العلاقات في مجالات مختلفة».
وأوضح ان حجم الوفد الكويتي المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء وتنوعه «يجسدان رغبة الكويت الحقيقية في تطوير العلاقات مع الجانب الكوري في قطاعات حيوية ومهمة تخدم مصالح البلدين».

مثال يحتذى
واضاف أن الزيارة تأتي في وقت تعد فيه كوريا الجنوبية «مثالاً متميزاً» للخطوات والخطط المستقبلية الطموحة؛ التي تبنتها الكويت في اطار سعيها لتطوير قطاعات التعليم والصحة والإسكان.
ووصف كوريا الجنوبية بأنها «مثال يحتذى في إطار سعي الكويت لتنفيذ رؤيتها لعام 2035»، لا سيما أن الجانب الكوري «على أتم استعداد» للتعاون مع الكويت في هذه المجالات ونقل خبرته بشكل «شفاف وواضح».
وأشار إلى أن الزيارة ستستمر 4 أيام وسيلتقي المبارك خلالها رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه ورئيس الوزراء هوانغ كيو آن؛ لبحث أوجه العلاقات الثنائية وأوجه التعاون والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
كما تبحث الزيارة أبرز الملفات السياسية الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في كل من اليمن وسوريا، وجهود مكافحة الإرهاب، والملف النووي لكوريا الشمالية.
وأضاف ان الزيارة ستشهد كذلك اجتماع سمو رئيس الوزراء مع رؤساء كبرى الشركات الكورية الجنوبية العاملة في الكويت، وقيامه بزيارة ميدانية لمستشفى «سيفرنس» أحد أعرق المستشفيات الكورية، إضافة الى اجتماعه مع رئيس وأعضاء جمعية الصداقة الكورية – الكويتية في البرلمان الكوري.

مذكرات تفاهم
وأوضح البديوي أنه سيجري خلال الزيارة توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الصحة والتعليم والانشاءات لتحديد الأطر المستقبلية للتعاون الثنائي في هذه المجالات.
وبشأن التعاون في المجال الصحي والطبي، قال البديوي إن «هناك رغبة في ايفاد مرضى كويتيين للعلاج في كوريا الجنوبية، وايفاد اطباء أيضا لتلقي التدريب في المستشفيات الكورية المتخصصة»، وكذلك النظر في امكانية ادارة أحد المستشفيات الكورية لأحد المستشفيات في الكويت، في ضوء ما حققته كوريا الجنوبية من تقدم في المجال الصحي والطبي، لافتا إلى أنه سيتم التوقيع على مذكرتي تفاهم في هذا الاطار.
وحول التعاون في مجال التعليم، أكد البديوي أنه سيتم توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب الكوري لتدشين التعاون في هذا القطاع، مشيرا إلى أن وزير التربية وزير التعليم العالي د. بدر العيسى سيلتقي نظيره الكوري الجنوبي لتدشين العلاقات التعليمية والاكاديمية بين الجانبين، كما سيقوم أيضا بزيارة عدد من المؤسسات التعليمية الكورية.

التجربة الكورية
وأشاد السفير البديوي بالتجربة الكورية الجنوبية في قطاع الانشاءات، مؤكدا أنه سيتم أيضا توقيع مذكرة تفاهم في هذا الشأن، وسيكون محورها «انشاء مدن ذكية» في الكويت.
واوضح ان ذلك يأتي على ضوء ان التجربة الكورية الجنوبية في تشييد المدن الذكية مواكبة لمتطلبات العصر تعد نموذجا عالميا يحتذى به، مشيرا الى ان الزيارة التي قام بها وزير الدولة لشؤون الإسكان الكويتي ياسر أبل إلى كوريا الجنوبية في مارس الماضي «كانت اللبنة الاساسية لتشييد هذا التعاون».
وأوضح البديوي أن التعاون بين الكويت وكوريا الجنوبية سيتطرق أيضا إلى الجانب العسكري، موضحا أن «تلك الزيارة ستمثل الخطوة الأولى للبدء في حوار بين الجانبين حول التعاون العسكري المشترك في مجالات التدريب والاطلاع على الخطط والاجراءات التي تتبناها كوريا لحفظ الأمن الداخلي والنظر في امكانية الاستفادة من المعدات والتكنولوجيا والانظمة الكورية المستخدمة لهذا الغرض». (كونا)

موقف سبّاق مع الحق الكويتي

كانت كوريا الجنوبية، خلال محنة الغزو العراقي عام 1990، من أوائل الدول التي دانت الاحتلال الغاشم، وأيدت عودة الشرعية الكويتية، حيث تمثل موقف التأييد من خلال مشاركتها بإرسال فريق طبي وفريق نقل جوي أثناء حرب التحرير، والمساهمة بمبلغ نصف مليار دولار في نفقات الحرب.
وبينت كوريا الجنوبية تعاطفها مع قضية الأسرى لدى النظام العراقي البائد، من خلال مطالبتها بالكشف عنهم، كما جاء الموقف الكوري مؤيدا لدولة الكويت خلال فترة عضوية كوريا الجنوبية في مجلس الأمن الدولي عامي 1996 و1997، عبر مطالبة العراق بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

أكبر شريك تجاري للكويت

تعد كوريا الجنوبية أكبر شريكتجاري للكويت، إذ تصدر البلاد أكثر من 400 ألف برميل من النفط يومياً إلى سيئول، لتحل بذلك في المرتبة الأولى لناحية صادرات الكويت النفطية، في حين وصلت نسبة واردات الكويت من كوريا الجنوبية إلى ما نسبته 70 في المئة عامي 2013 و2014، نتيجة برامج التنمية الهائلة في البلاد، وتطور جودة المنتج الكوري.

التبادل التجاري
ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى شهر نوفمبر 2015 إلى 20 مليار دولار أميركي (الدولار يساوي 0.300 دينار كويتي)، أغلبها واردات نفطية من الكويت، إلى جانب بعض الصادرات الكورية في مجال الاتصالات والأجهزة الكهربائية والسيارات.
وقدمت الشركات الكورية إسهامات كبيرة منذ سبعينات القرن الماضي في تشييد البنية التحتية في البلاد، من خلال إقامة الطرق السريعة والجسور ومحطات الكهرباء وتحلية المياه والمستشفيات.
وتطورت العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل لافت في السنوات الأربع الأخيرة، وأثمرت مشروع بناء منشآت للطاقة والبترول في دولة الكويت، للحفاظ على الضغط في آبار النفط بحقل برقان البترولي، بقيمة 742 مليون دولار.
كما ساهمت كوريا الجنوبية في وضع حجر الأساس لمشروع تشييد ميناء حاويات يحتوي على 60 مرفأ في ميناء مبارك بجزيرة بوبيان، بقيمة 1.13 مليار دولار، كما تقوم الشركات الكورية بإنشاء جسر جابر، أحد أطول الجسور البحرية في العالم، بتكلفة تتجاوز 2.5 مليار دولار.

تعاون صحي
وشهد شهر مارس الماضي أحدث تعاون بين الكويت وكوريا الجنوبية في مجال الصحة، عبر مساهمة الشركات الكورية الجنوبية في تطوير القطاع الصحي في البلاد، وتوفير الخدمات الصحية للمواطنين، الذين يتلقون العلاج في الخارج.
وأيضاً وقعت الكويت مذكرة تفاهم للتعاون في مجالي الرعاية السكنية والبنية التحتية، خلال زيارة وزير الأراضي والبنية التحتية الكوري إلى الكويت في شهر سبتمبر 2014، لتوسيع العلاقات الصناعية والاقتصادية، حيث تسلمت مؤسسة كوريا للأراضي والإسكان إدارة مشروع المدينة الذكية، التي تحمل رؤية سمو أمير البلاد لمدينة الحرير.
وفي شهر مايو 2015 تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال النقل، اذ تشارك الشركات الكورية في مشروع المترو، ومشروع السكك الحديدية الرابط بين دول مجلس التعاون الخليجي.
كما تم توقيع اتفاقية في مجال الطاقة الشمسية، واتفاقيات في مجال البترول للبحث المشترك والاكتشافات البترولية وتبادل الخبراء والتكرير، واستخراج النفط، كبدائل لإنعاش الاقتصاد الكويتي.
ويبلغ عدد أفراد الجالية الكورية في الكويت نحو 1600 شخص، أغلبهم من المهندسين العاملين في مجال الإنشاءات، حيث يساهمون بفاعلية في نهضة البلاد.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.